بقلم: كيندة الجيوش
عودة قريبة الى تاريخ عربي ومقاربات ومفارقات. “نكس عقاله” هي تعبير عربي بدوي قديم ينتمي الى الصحراء العربية والقبائل التي تمتد شروشها وبطونها وافخاذها من شبه الجزيرة العربية الى شمال سوريا والعراق ومن شمر الى الجبور الى الروله وحتى أبناء التجمعات البدوية حول المدن. الكل يعرفونه ومعناه ان الرجل هو في غاية من الخزي والاهانة انه “نكس عقاله”. هذا هو علم البداوة ..ربما. ولكننا لا زلنا نعيش هذه التقاليد. ومن هذه التقاليد ان يقوم الرجل العربي بربط طرف الحطة او الشماغ قرب رأسه، وهي القماشة البيضاء او البيضاء المطرزة بسنابل حمراء او سوداء، علامة على الحزن الشديد لفقد عزيز. ولعل من اهم الشخصيات التي استعملت هذا التعبير وفي موقف تاريخي لا ينسى هو الملك حسين العاهل الأردني السابق حيث ربط طرف شماغه في جنازة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق رابين وهو رجل من اهم الأشخاص الذين سعوا للسلام — مع التحفظ على الممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين.
هذا الزِّي البدوي رمز الكرامة الذي رسم أسس التقاليد والمفاهيم الاخلاقية في مناطق الصحراء والمدن والبداوة العربية كان مركز صناعته في مدن سورية وأهمها دمشق وحماه ودير الزُّور وكان أهم أسواقه في الخليج العربي. اليوم لم نرى عقال ينكس او يربط او يلصم. وبلاد الشام تُستباح. وكانت أولى الضحايا عرائس الشام. تشرد وتغريب وفقر وذل.. واول من يدفع ثمنه النساء والأطفال.
عزكم صنعته أيدي نساء الشام ومصانعها. صنعت البريم والعقال والحطة والشماغ….
وعز الشرق أوله دمشق