في وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، انعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة سبل الدعم العاجل للجمهورية اللبنانية. تشير الأحداث الأخيرة إلى أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث تواصل إسرائيل توسيع عدوانها. في هذا السياق، جاءت كلمات سعادة علي الحلبي، مندوب لبنان الدائم، والأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، لتكون بمثابة صرخة استغاثة وحث على الوحدة العربية، موجهةً الأنظار إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ لبنان من تبعات العدوان الإسرائيلي.
أكد الأمين العام المساعد على ضرورة التضامن مع لبنان، داعيًا كل الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم العاجل والمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين. ولفت إلى أهمية الحفاظ على السلم الأهلي، مشددًا على أن لبنان يحتاج إلى تآزر جميع مكوناته لمواجهة هذه الأزمة.
تطرق زكي إلى الوضع الإنساني المتدهور، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون نازح يواجهون تحديات متزايدة، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية. وأكد على أهمية أن تمتد يد العون من جميع أنحاء العالم إلى لبنان في هذه المحنة.
من جانبه، حذر السفير حسام زكي من “غطرسة الاحتلال” التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، مشددًا على أن ما يحدث في لبنان يعكس سلوكًا إجراميًا متكررًا من قبل إسرائيل. وأكد زكي أن هذه الاعتداءات لن تؤدي إلى تحقيق الأمن، بل ستزرع بذور صراعات جديدة.
التحرك الدولي
سلط الحلبي الضوء على موقف المجتمع الدولي، حيث أصدرت وزراء الخارجية العرب بيانًا يدعم لبنان ويحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير. كما رحب لبنان ببيان مشترك من الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. محذرة من تداعيات استمرار العدوان. وقد رحب لبنان بهذه التصريحات ودعا إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنودها ، لافتا إن لبنان، رغم الأزمات العديدة التي مر بها، يبقى قويًا بفضل تاريخه ودعم أشقائه العرب.
خلال الاجتماع، أشار علي الحلبي مندوب لبنان إلى أن العدوان الإسرائيلي شهد تصعيدًا غير مسبوق، حيث استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية المدنيين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص ونزوح أكثر من مليون ومئتي ألف لبناني، أي ما يعادل ربع عدد السكان. في ظل هذه الظروف، يعاني الكثيرون من فقدان المأوى، ويتعرضون لتهديدات يومية من آلة الحرب الإسرائيلية، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد. وأكد أن الاعتداءات تُعتبر جرائم ضد الإنسانية، وتحديًا صارخًا للقوانين الدولية.
ومن جانبه أكد السفير أمجد العضايلة مندوب المملكة الأردنية الهاشمية على موقف الأردن الثابت في دعم الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن “التبعات الكارثية” لعدوانها، الذي يستهدف لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
دعم الأردن للبنان
كما أكد دعم المملكة لموقف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الذي أبدى استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701. وأشار العضايلة إلى أهمية دعوة مجلس النواب اللبناني للانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية.
وحذر العضايلة من “خطورة التصعيد الإقليمي” ودعا إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. وأكد أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى “توسيع الصراع إقليمياً”.
أعلن العضايلة عن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتقديم المساعدات للبنان، حيث أرسلت المملكة منذ 18 سبتمبر 2024 أربع طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية، شملت 240 طناً من الأدوية والمواد الإغاثية.
في ختام الاجتماع، اتفقت الدول الأعضاء على ضرورة تقديم الدعم العاجل للبنان وتوحيد الجهود لمواجهة العدوان الإسرائيلي. إن هذه اللحظة التاريخية تدعو إلى تضافر الجهود العربية والدولية لحماية لبنان وشعبه، مع التأكيد على حقوقه المشروعة في مقاومة العدوان واستعادة الأمن والاستقرار.
في ظل هذه الظروف العصيبة، يتجلى الأمل في أن يخرج لبنان من هذه المحنة كطائر الفينيق، معتمدًا على دعم أشقائه العرب ومساندة المجتمع الدولي، وهذا ما أشار اليه مندوب لبنان بالجامعة العربية.