بقلم: كنده الجيوش
الحروب السياسية وما اكثرها هذه الأيام وكلها موجهة ضد الحزب الليبرالي. تارة صورة لرئيس الوزراء ومرة اخرى تعيين قنصل فخري لسوريا في مونتريال… وكلها قصص لايجب ان تكون جزء رئيسي من الحرب الانتخابية.
القصة الاولى حول رئيس الوزراء جاستن ترودو وتصرف يقول البعض انه له ابعاد عنصرية حيث لون وجهه باللون الاسود في حفلات تنكرية منذ عدة عقود . وهذا يعتقد البعض انه فيه عنصرية وسخرية من السود. واعتذر ترودو وقال انه لم يقصد الاساءة وان نظرته للامور أصبحت أكثر عمقا وتطورا عما كانت عليه وهو صغير. ورغم كل الظروف المحيطة بالصورة فهو يعترف بالمسؤولية ويعتذر.
ومنذ ان جاء ترودو حقق الكثير من الإنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وكذلك ساهم بالتقريب بين الأعراق والاجناس المتنوعة التي تكون النسيج الوطني للبلاد. واعماله خير دليل على شخصه وحكمه. وارتفعت شعبيته كرجل شاب ومتواضع يسير بين الناس ويعمل لهم ولبلدهم المشترك كندا.
هذه القصة أصبحت جزء من المعركة الانتخابية والتي يبدو ان الحزب الليبرالي مع برنامجه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بدأ يقارب وَبل يتقدم أمام المحافظين بالدرجة الاولى والديمقراطيين.
وسبب ظهور هذه الصورة هي ان احد المحافظين — وعندما بدأت شعبية ترودو ترتفع كثيرا عن بقية المرشحين — قرر إرسال الصورة الى مجلة أمريكية كبيرة!!!
التوقيت لبحث هذه القصة غير سليم حيث اصبح التركيز عليها واهمال بقية جوانب الانتخابات وبرامج الأحزاب.
اعتقد اننا نواجه مسالة اخلاقية وبالتاكيد هذا التدخل بهذا الوقت ليس من مصلحة المحافظين. بل وربما الكثير من المحافظين – وهم على مستوى جيد من الاخلاقية – لايوافقون على هذا النوع من الاعمال والتدخلات بهذا التوقيت لانها تضر بمصالحهم وسمعتهم وعملهم قبل أن تضر بالليبراليين.
الشخصية مهمة في الحكم ولا يجوز أبدا التساهل مع العنصرية ولم يقصد ترودو الاهانة وإنما زي تنكري في حفل ولهذا اعتذر وقال بانه سيتابع محاربة العنصرية ودعم الثقافات والاعراق المتمثلة بالشخصية الكندية كما يُبين سجله عبر السنوات الطويلة الماضية وسجله بالحكم.
القصة الثانية تدور حول الاعتراض لى قبول تعيين قنصل سوري فخري على أساس انه مؤيد لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. كندا علاقاتها الرسمية مقطوعة مع سوريا وقبلت بالسابق بقنصل فخري معارض للحكم في سوريا.
وبغض النظر ان كُنتُم من المؤيدين او المعارضين لايجب ان يصبح السوريين وقصة تعيين جانبية جزء رئيسي من معركة ورأس حربة ضد الليبراليين في أوج المعركة الانتخابية.
ودعونا نتذكر بان كندا بزعامة ترودو كانت اول من مد يد العون للسوريين لحمايتهم من ويلات الحرب وبغض النظر عن انتمائهم السياسي مؤيدين او معارضين. اعتقد هنا ان السوريين مؤيدين او معارضين يجب ان يتقدموا للدفاع عن ترودو لانه دافع عن جميع السوريين في كندا وخارجها بالمعنى الإنساني الواسع.
اما الان دعونا نعود الى البرامج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئة ومن هو أفضل الأحزاب لكندا… قرروا بناء على اولوياتكم.