بقلم : على أبودشيش
دائما ما تلعب الصدفة دورا كبيرا في مجال الآثار، وبما أن الآثار تخلد اسم مكتشفها على مر الزمن، فيسعى دوما علماء الآثار إلى التنقيب عن المقابر الأثرية، التي تكون الصدفة فيها والحيوانات عاملا اساسيا في اكتشافها.
وقد تم اكتشاف مقابر كوم الشقافة، عن طريق الصدفة، وذلك عن طريق «حمار» السيد منصور، الذي سقط في الفتحة الرئيسية للمقبرة على عمق 12 متراً، وبالتالي اكتشف الأهالي وجود آثار في هذه المنطقة، وخلال بحثهم عن سبب سقوط الحمار وجدوا هذه المقابر الرائعة.
وفي عام 1900م تعثر حصان هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون في حفرة وحين نزل كارتر من على حصانه وجد درج سلم يؤدي لمقبرة فبدأ الحفر واكتشف مقبرة «منتوحتب الثاني» ووجد بداخلها التمثال الشهير الموجود حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة حيث كان التمثال ملفوفا بالكتان وعند إزالة الكتان وجد أن التمثال ملون باللون الأسود وكأنه مومياء وليس تمثالاً من الحجر الرملي الأحمر يمثل الفرعون جالسًا؛ ملتحفًا رداء الاحتفالات المعروف برداء (الحب سد).
وأنه في 4 نوفمبر من عام 1922 كان كارتر على موعد مع أهم كشف أثري بالقرن العشرين، وهو الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون كاملة لم تمس، وهذا الكشف يرجع إلى حمار الصبي حسين عبدالرسول، وهو من العائلة التي كشفت عن خبيئة الدير البحري، الذي كان يحمل عليه جرار الماء للعمال وفي ذلك اليوم دخل الحمار إلى الوادي حاملاً المياه ووراءه الصبي يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذي يعمل فيه العمال بعيداً عن الأتربة، وتوقف في مكان ظليل، وبينما يحاول الصبي حسين عبدالرسول تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التي قادت هاورد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون.
وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال
اكتشفت بالصدفة أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بها في صيف عام 1997؛ كان الشيخ عبدالموجود حارس معبد «الإسكندر الأكبر» يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورًا بالقرب من مكان بعينه! وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة بالأرض؛ وعندما نظر داخلها وجد وجوهًا من الذهب تنظر إليه مبتسمة! وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
وفى أهرامات الجيزة تعثرت قدم حصان تستقله سائحة لتكون هذه هي بداية الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات، وليست كل اكتشافات الحمير والجمال والماعز مقصورة على الآثار الفرعونية!، فهناك قصة أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر وعاصمتها القطائع بالقرب من مدينة الفسطاط.. حيث يقال إن جواده تعثر في حفرة بصحراء المماليك وجد بها كنزًا من الذهب؛ استعمله ابن طولون في بناء الجامع الذي يعرف إلى اليوم باسمه؛ ومئذنته الملوية الشهيرة.