بقلم: سليم خليل
لدى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية أصدر رئيس مجلس إدارة شركة كوكا كولا روبيرت وودروف أمره بأن يحصل كل جندي في الحرب وعلى كافة الجبهات قارورة كوكا كولا بسعر ٥ سنت لتكون بمتناول جميع الجنود بدون استثناء؛ ولتأمين وصول تلك الكميات الهائلة قامت الشركة ببناء مصانع الإنتاج بالقرب من الخطوط الحربية في كافة الجبهات .
عام ١٩٤٣ أمر الجنرال أيزنهاور، وهو من محبي المشروب ، إرسال ثلاث ملايين قارورة لجبهة حرب شمال أفريقيا مع إعادة تعبئة ستة ملايين قارورة شهريا .
أرسلت الشركة أكثر من مئة موظف إلى الجبهات للإشراف على الإنتاج والتوزيع وأطلق عليهم لقب كولونيل كوكا كولا ؛ كما أعطتهم قيادة الجيش رتبة مراقب لتسهيل تنقلهم في الجبهات .
نتيجة النجاح في إسقاط عدد كبير من الطائرات المعادية في جبهة محيط الهادي أرسلت القيادة صندوقين كوكا كولا للطيار ريتشارد بونغ كمكافأة مميزة .
مؤتمر قيادة الحلفاء مع القيادة السوفييتية :
لتنسيق مخططات الحرب مع الحلفاء جرت عدة مؤتمرات بين القيادات المختلفة في مؤتمر مع القيادة السوفييتية كان اللقاء بين الجنرال الأميركي آيزنهاور والجنرال الروسي زوكوف ، خلال المؤتمر كان المشروب الرئيسي الكوكا كولا ؛ إندهش القائد زوكوف بنكهة وعذوبة المشروب الجديد ، كان الجنرال زوكوف ينعم بشرب الكوكا كولا في المؤتمرات واللقاءات مع القيادة الأميركية ؛ لكن الأمور لم تستمر طويلا لأن الروس أخذوا يستقلون بقراراتهم وانفصلوا بما سمي الستار الحديدي ومَنع إستيراد الكثير من السلع من الغرب ومنها الكوكا كولا .
بشكل سري إستطاع الجنرال زوكوف الروسي إيصال رغبته بالحصول على مشروب الكوكا كولا إلى القيادة الأميركية في النمسا التي أصبحت على الحدود الفاصلة بين الغرب والروس الذين شكلوا تحالفا جديدا تحت إسم الإتحاد السوفييتي.
أبلغ القائد الأميركي في النمسا الرسالة للرئيس الأميركي هاري ترومان الذي طلب من رئيس مجلس إدارة كوكا كولا العمل على إيصال المشروب إلى الجنرال الروسي !!!
كان من المستحيل عبور المشروب بشكله المعروف مراكز التفتيش ، فكان الحل أن يكون لون المشروب بلون الماء الشفاف وتغيير شكل الزجاج ليصبح مثل قارورة الفودكا وطًبعت نجمة حمراء على الغطاء. بهذا الشكل عبرت صناديق الكوكا كولا التفتيش بدون عقبات بأنها فودكا ، في الوقت الذي كانت السلع الأخرى تخضع لتفتيش دقيق وأحيانا منع دخولها المنطقة الخاضعة للإتحاد السوفييتي . بهذا الأسلوب إستلم الجنرال الروسي زوزكوف خمسين صندوقا من المشروب . تدهورت العلاقات بين الغرب والشرق واستطاعت شركة البيبسي كولا التعاقد مع الروس لتصدير منتجاتها إلى الإتحاد السوفييتي بينما شركة كوكا كولا خسرت ذلك السوق بالرغم من تعاملها سرا مع الجنرال زوزكوف الذي لم يكن له أي تأثير في العقود التجارية .
قدرت قيمة تصدير منتجات بيبسي كولا إلى الإتحاد السوفييتي بثلاثة بيليون دولارا لغاية عام ١٩٨٥ . أما مبيعات كوكا كولا إلى جبهات القتال فكانت خمسة بيليون
قارورة كوكا كولا من ٦٤ مصنعا حول العالم .