قصة قصيرة بقلم: سناء سراج
ليس شرطا عندما يبتلي الإنسان أن يكون سئ ، ربما يكون اختبار من الله لقوة صبرك وتحملك على الشدائد ، وربما أراد الله أن يرفع عنك بعض الأوزار أو الذنوب التي نفعلها بتلقائية ولا ندري انها وزر أو سيئة لجهلنا ببعض أمور ديننا ..
بالطبع بعد رحلة عبر سنوات العمر حدث لي الكثير والكثير من الكوارث و الصدمات المميتة التي هزت حياتي وربما دمرتها لسنوات حتى استطعت ان افيق منها واعيد اعمار ذاتي مرة اخري، ببعض الشروح وبعض الجروح والانكسارات التي أبت أن تتركني أو ان تنساها الذاكرة وتغفل عنها.
وكان أولها موت أمي حيث كانت لي ترياق الحياة، واخذتني الاحزان عنوه من احضان الطفولة الكبيرة والبراءة إلى حفرة سحيقة معتمة، بقيت حبيسة لسنوات كثيرة كالذي سجن في طفولته وخرج من السجن في شبابه ولكن قلبه كهلا تحتله الاحزان.
ومضت الحياة وثاني الكوارث والبراكين التي انفجرت ودمرت الأخضر واليابس موت يوسف أصغر أبنائي الذي عاش ثلاث سنوات ملتصق بصدري، يحتضنه قلبي وقبل أن افيق من حدادي، و ألملم ما تبقى من حطام حياتي.
ماتت مريم ابنتي الوحيدة ذات الست أعوام التي عشت أتمناها طيلة حياتي ، فكم انا اعشق البنات.
بعد هذه الأحداث الدامية توقفت حياتي أكثر من عشر سنوات ذقت فيها كل انواع العذاب والألم والوجع الذي مازال رفيقي.
ورافقتني بعض الأمراض البسيطة والمزمنة وابرزها الضغط العالي والحساسية ولكن لم اعيش أحداث مرضية كارثية بل كلها أشياء الحمد لله بالنسبة لما رأيته بعد ذلك بسيطة ، حيث اختصني الله منذ ست أشهر باختبار المرض ، وذلك في زمن الكورونا اللعينة وكان ذلك في ديسمبر الماضي وبالتحديد يوم ١٧ حيث بالصدفة البحته ساقني الله للذهاب الي مستشفي الفرنساوي واكتشفت عدة كوارث وتم حجزي اسبوع في الرعاية المركزة وبفضل الله شفيت وعفيت وخرجت على خير، ولكن ظل التأثير السلبي باقي معي حوالي ثلاث اشهر، وخرجت من هذه التجربة بصداع مرض السكري الذي فوجئت به وصل إلى رقم صعب جدا ..
ثم أعطاني الله اختبار اخر وهو اصابتي بكورونا ولا أراكم الله مكروه فهي تأتي بصور مختلفة وأعراض كثيرة ورغم اني قاطنة قابعة في بيتي الا انها جاتني بغتة وبدون مقدمات عن طريق ابني الذي أحس بفقدان حاستي الشم والتذوق.
وبعدها بعدة ايام شعرت وكأن صاروخ اخترق حلقي ونفذ الي عيني الشمال ورأسي وشعرت بصداع نصفي رهيب وفظيع لدرجة انني لا استطيع لمس جفن عيني من شدة الالم والوجع وظل هذا الوضع لمدة اربعة ايام تقريبا حتي امسكت اللعينة بفقرات ضهري وكأن الجلد زرع تحته شوك ثم توالت الاعراض واحدة تلو الأخرى، واشتد الالم واصاب كل مفصلات جسدي وكأن عظامي تكسرت تحت الرحايا ويغطيها رداء من الجلد.
وتقريبا جائتني كل الاعراض وميل للقيء وعدم القدرة حتى على شربه ماء او حتي الكلام، والذهاب لاكثر من طبيب وكل واحد برأي وعلاج مختلف وتحاليل واشاعات حتى ثبتت الرؤية انها كورونا رغم ان الاعراض كانت واضحة فهناك ألم يطحن العظام وألم في الصدر عفاكم الله وعافاني ألم موجع جدا جدا لدرجة عدم القدرة على اخذ النفس او اخراجه .
ظلت معي هذه الاعراض ما يقرب من شهر حتى تعافيت لكن جسمي هزيل وليس لدي قدرة على عمل اي مجهود وعرق غزير ودوخه وهدة حيل .
كان هذا قبل رمضان باسبوع وأكملت لمدة ٢٠ يوم من أيام رمضان وبدأت الصيام فى العشر الاواخر الحمد لله ومروا بسلام وايام العيد.
بعده بكام يوم وضعني الله باختبار آخر قبل أن أفيق من الذي مضى وايضا صادف انه يوم 17 مايو .
فوقعت اثر اصطدامي بترابيزة لعينة، واصابي كسر في كتفي الشمال، وكدمات رهيبة بركبتي وساقي الشمال تورم وزرقان واحتباس للدماء التي رسمت خريطة متعددة المعالم والالوان فوق ركبتي وقدمي( الجنب الشمال دا عندي عاوز عَمره دائما مصاب والحمد لله) .
وقمت بعمل فحوصات واشاعات عادية ومقطعية وباجماع الاراء انه كسر بالكتف الشمال وهذا المكان يصعب التجبيس او الرباط او اي شئ غير مشد الذراع المعلق بالرقبة و مسكنات بجانب كم الأدوية اليومية المعتاد عليها والتي افسدت معدتي من كثرتها.
وفي نهاية الحكاية اود ان اقول وبرغم كل هذا انا احسن من غيرى بكثر جدا واحمد الله واتمني ان يعفو عني وأن يكون هذا ابتلاء وليس انتقام ، وان يكون تخفيف وازالة اي ذنب ارتكبته بدون قصد حتى يقبض الله روحي وانا خاليه من الذنوب فمهما حدث ومهما أصابك ومهما تألمت و جفاك النوم ولازمك الألم ورافقك الوجع ( مثلي الان ) .
احمد الله وتيقن انك احسن وافضل من مرضى يعانون الأمرين وعسي ان تكرهو شئ وهو خير لكم .
ولعله خير فادعو لي بالشفاء وان يعفو الله عنى واستطيع النوم وان يحفظكم ويحفظ اولادي واهلي واحبابي لان وجعهم يوجعني اكثر من وجعي بكثير الحمد لله الحمد لله الحمد لله .. لعله خيراً