الأديبة والباحثة : إخلاص فرنسيس
ما اسمك؟
قال، وغاب عن أنظاري
بينَ الحشودِ
يحملُ على كتفهِ شنطةَ سفرٍ
وفي يدي باقةُ زهرٍ
ما اسمك؟
وراحتْ عيناهُ
تحدّقان في زرقةِ السماءِ
ترتفعُ أمواجُ الحنينِ
داخلَها تارةً وتارةً تخبو
ويختفي الدمعُ
ما اسمك؟
قالَ ونادى الطيرَ فوق رأسي
وأعطاهُ كسرةَ خبزٍ
ابتسمت
تطعمُ الطيرَ
الجائعُ إلى موطنِه عائدٌ…
أ كسرةُ خبزٍ تكفيهِ
تضعها بأناملك في فيه؟!
ابتسم متمتمًا
بل قطعة من قلبي
ووردة أشكلها أمانةً
على أجنحتِه
وفي منقاره ليحملها
معهُ إلى وطني
ما اسمك؟
قال: لم أستطع الإجابةَ
انتحبتْ روحي
أعادني إلى تلكَ البحيرةِ
إلى الغابةِ
ما اسمك
أقول: لمَ السؤالُ؟
عيناك عيناها
ولكَ حرّ الشفاهِ
ولكَ باقةُ الزهرِ
ولكَ كسرةُ القلبِ
وانفطارُ العينِ
وقبلةُ الثغرِ
كلّها لك..
ما اسمك
كي أكتبَك في مفكّرتي
فأنا في حربٍ
من يدري هل أعودُ
أم أبقى منفيًّا خارجَ وطنكَ؟
ما اسمك
لا تقولي: ودعيني
أطلق عليك الاسمَ
وابتسمَ وحملَ حقيبةَ السفرِ
مغادرًا مرفئي ومعهُ قلبي
ما زلتُ أنتظرُ
على ذلكَ المقعدِ
رطوبةُ الموجِ
تداعبُ وجنتي
كبرتِ الطفلةُ
وشاختْ في يدي
باقةُ الزهرِ
وضاعَ الحرفُ الفضيّ
وماتَ الكلامُ على شفتيّ
انتظر، وانتظر
كانَ حلمًا بل سراباً
وأعلم أنّه لم يكن لي يومًا
وأنّه لن يأتي