بقلم: فريد زمكحل
من الغريب والعجيب أن يتنبه بعض الساسة العرب فجأة إلى الدور القذر التي لعبته الإدارة القطرية وقناتها الجزيرة على مدار سنوات مؤامرات الربيع العربي، لخلق الفتن وإشعال الحروب وإسقاط بعض الأنظمة العربية في المنطقة، رغم التأكيدات الأمنية المصرية من سنوات عديدة على هذا الدور القذر لهذه الدويلة المارقة الداعمة للإرهاب والتطرف بالمال والسلاح وبكل ما هو مزيف ومغاير للحقائق من خلال قناة الجزيرة التي أفتقدت للمصداقية منذ ظهورها وبزوغها محلياً وإقليمياً ودولياً.
ومن الغريب والعجيب أيضاً أن لا يلتفت أحد طوال هذه السنوات لعدد الإرهابيين التي تحتضنهم وتساندهم هذه الدويلة رغم التحذيرات المصرية من مغبة استضافة قطر لبعض القيادات الإرهابية الخطيرة على الأمن القومي العربي وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم، في الوقت الذي كانت تعرف فيه جميع الأنظمة السياسية في العالم كل هذه الحقائق المؤسفة إلا أنها تعاملت معها بصورة أقرب للتجاهل طالما كان ذلك يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية ويساعدها على تحقيق جميع اهدافها الشيطانية تجاه دول وشعوب المنطقة.
وفي تقديري أن هذه الصحوة التي جاءت متأخرة عن موعدها لن تكون قادرة على إيقاف موجات الإرهاب والتطرف الذي دعمهما نظام الرئيس التركي أردوغان تماماً مثلما دعمهما أمير قطر وساندهما.
والسؤال هنا هو لماذا لم يتحرك العالم ضد نظام الرئيس التركي اردوغان حتى الآن وهو الذي يحلم ومازال يفعل بإعادة إحياء دولة الخلافة العثمانية؟
والسؤال الأخطر من الذي سيقوم بتعويض الدول والأنظمة التي تضررت بفعل هذه المؤامرات التي أودت بحياة الآلاف من المواطنين الأبرياء وبتهجير الآلاف من ذويهم من قراهم وأراضيهم وبلادهم تحت مسميات عدة منها السياسي ومنها العرقي ومنها العقائدي؟
نعم لن يتوقف التطرف والإرهاب عن التمدد والانتقال من مكان لمكان لا لصعوبة القضاء عليه ومقاومته ولكن لأن من خلقه ويحركه صاحب مصالح سياسية واقتصادية لا تنتهي في جميع بقاع الأرض، لا تعترف سوى بحقوق الكبار وأمال الكبار وشعوب الكبار، أما الصغار فلا تلتفت إليهم ولن تفعل لأنهم خلقوا ليكونوا في خدمة الكبار ومصالح الكبار خاصة مع حرصهم المستميت على التخلف والجهل جواز المرور الشرعي لاصحاب هذه المصالح للتدخل في شئونهم والتنعم بثرواتهم بعد السيطرة على بلادهم ومقدراتهم.
وهنا تكون «السبوبة» حقاً مستحقاً للكبار طالما لا يريد الصغار بذل الكثير من الجهد للخروج من غيبوبتهم!