بقلم: يوسف زمكحل
أتفق أو أختلف كما شئت فيما تقوله عن الرئيس حسني مبارك ولكن لا يجب أن ننسى مواقف الرئيس حسني مبارك تجاه وطنه مصر والأمة العربية كبطل من أبطال حرب أكتوبر سنة 1973 التي أعادت لمصر وللأمة العربية كرامتها بعد نكسة يونيو 1967 .
تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم بعد مقتل الرئيس السادات في أحداث المنصة الشهيرة سنة 1981 في ظروف صعبة جداً بعد أن قام الرئيس السادات بالقبض على شخصيات من المعارضين في أحداث سبتمبر وعددهم 1536 معارضاً مع تحديد إقامة البابا شنودة في الدير فأصدر مبارك قراراً فورياً بالإفراج عن جميع المعتقلين ومن المواقف الصعبة التي واجهت الرئيس مبارك هو أحتلال العراق للكويت بعد تأسيس مجلس التعاون العربي سنة 1989 المكون من العراق ومصر والأردن واليمن مما سبب إحراجاً كبيراً لمصر وللرئيس مبارك فبدا الأمر وكأنه موافقة ضمنية للعراق لأحتلال الكويت إلا أن الرئيس مبارك لم ينتظر كثيراً فدعى إلى مؤتمر قمة عربي في مصر لمعالجة الموقف وكانت قرارات المؤتمر حاسمة أهمها ضرورة إنسحاب القوات العراقية من الأراضي الكويتية ثم أرسل أكثر من مندوب للرئيس صدام يحثه على العودة عن قراره ولكنه رفض فأعلن أمام العالم أنه سيرسل قوات عسكرية ضمن قوات عربية ودولية لتقوم بتحرير الكويت لتنجح هذه القوات في تحريرها فعلاً وأثبت مبارك أن مصر تقف بجانب الحق ولاتقبل أي أعتداء على أي دولة عربية .
وفي موقف آخر صعب أستطاع أن يكمل الرئيس مبارك مفاوضات السلام التي بدأها أنور السادات مع إسرائيل في كامب دافيد وأستطاع أن يحل الخلاف الحدودي حول طابا بالتحكيم الدولي عام 1989 وبعودة طابا عادت السيادة المصرية الكاملة على سيناء مما يُعد انتصاراً كبيراً للدبلوماسية المصرية في عهده ، كما أستطاع أن يعيد العلاقات المصرية العربية بعد قطيعة أمتدت لسنوات بعد توقيع مصر أتفاقية كامب دافيد وعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية وعاد مقرها مرة أخرى إلى القاهرة بعد نقلها مؤقتا إلى تونس .
وموقف آخر أثر في الرئيس مبارك أبلغ الأثر هو وفاة حفيده محمد علا مبارك حيث كان شديد التعلق بحفيده ودخل في حالة نفسية سيئة لفترة طويلة .
وأخيرا الموقف الأصعب في حياته وهو قيام ثورة 25 يناير سنة 2011 وتنازله عن الحكم ثم محاكمته هو وأبنائه بصورة هزت تاريخه المشرف الطويل ولكن في النهاية أنصفته المحكمة هو وأبنائه بالبراءة .
رحم الله الرئيس مبارك وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان .