بقلم: فريد زمكحل
قرار عمدة مونتريال السيدة فاليري بلانت وأعضاء المجلس الاستشاري للبلدية برفع الصليب من قاعة المجلس البلدي لوضعه في المتحف التابع للبلدية، قرار مفاجئ وغير مفهوم الدوافع والأسباب لتناقضه الواضح ومساسه المباشر بالمبادئ الانسانية السامية التي قام عليها الميثاق الوطني الداعم لحقوق الإنسان بصفة عامة من حرية الرأي والتعبير والاعتقاد ألخ..ألخ..ألخ..
وهو سابقة تنذر بالخطر الذي بات قاب قوسين من النيل من استقرار وأمن وسلامة المجتمع ككل، لأنه لن يكون الأول كما لن يكون الأخير، أو هكذا أفهم الأمر إن لم يتم التصدي له بالمنطق الجيد والبرهان الذي لا يقبل الشك، خاصة لو اعترفنا أن وجوده لا يتعارض مع المفاهيم العلمانية التي تنشدها وتتحجج بها عمدة مونتريال السيدة بلانت وأعضاء مجلسها الموقر لرفع الصليب من موضعه القديم والتاريخي في البلدية وكأنه بات أثراً ضمن الآثار بلا قيمة أو دلالة أو فائدة من وجوده، وربما كان هذا صحيحاً في معتقدها وفي معتقد السادة أعضاء المجلس البلدي إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للغالبية الغالبة من ابناء الشعب الكندي على امتداده وبمختلف عقائده وتوجهاته.
والسؤال المهم الذي يفرض نفسه هنا وبقوة هو، كيف ستتعامل السيدة بلانت التى تتناسى بأن مهام منصبها خدمي لا سياسي، مع شجرة الميلاد والآلاف من تماثيل القديسين المنتشرة في الميادين العامة في محافظة كيبيك وفي مدينة مونتريال ، ومع اسماء الشوارع التي تحمل أسماء القديسين؟؟
هل ستقوم بإزالتهم ووضعهم في المتاحف الكندية للحفاظ على الوهم العلماني لعمودية مونتريال ومحافظة كيبيك؟
وكيف ستتعامل مع الآف الصلبان والتماثيل التي نراها في واجهات الكنائس المسيحية «القديم منها والحديث»؟
والأهم من هذا وذلك هل انتهت السيدة بلانت ومجلسها الموَّقر من أداء كافة واجباتهم الوظيفية المتعلقة بإدارة عمودية مونتريال وضواحيها ولم يعد أمامهم سوى مشكلة رفع الصليب من قاعة المجلس البلدي لمدينة مونتريال؟
أعتقد بأنه قد حان الوقت للوقوف والتصدي لمثل هذه القرارات العبثية التي أدت بالأمس القريب لتشريع الدولة لكل ما يتعارض والمصلحة العامة للوطن والمواطن الكندي بدءاً من تشريع تناول الماريجوانا، وزواج المثليين، وتعليم الجنس للأطفال في المدارس في مسيرة من التخريب المتعمد للقيم الروحية والأخلاقية والإنسانية للمجتمع.
نعم .. لابد من التصدي لهذه الأعمال الشيطانية التي تستهدف النيل من القلوب والعقول والنفوس لأن منَّ يتطاول على الصليب بكل ما يرمز له من معاني الحب والخير والجمال والسلام، يتطاول على مستقبل هذا البلد ويُهدد مستقبل أبنائنا وأحفادنا في العيش بسلام ومحبة وتآخي في إطار من القيم الإنسانية النبيلة.. وهو ما يُعلنه الصليب وذلك القدوس الذي صُلب عليه من أجل خلاص الإنسان في كل مكان وإحياء روح الشراكة الحقيقية والتواصل المستمر فيما بينه وبين الله في عمل الخير بروح النعمة والمحبة.
وللحديث بقية!!