بقلم: سونيا الحداد
الفلسفة (لغويا من اليونانية، φιλοσοφία، philosophia، والتي تعني حرفيًا «حب الحكمة») هي دراسة الأسئلة العامة والأساسية عن الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة. غالبًا ما تطرح مثل هذه الأسئلة كمسائل لدراستها أو حلها. ربما صاغ مصطلح «فيلسوف (محب الحكمة)» هو الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 – 495 قبل الميلاد). تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي. أزيد وأقول أنها علم التأمل، وحرية التأمل الكليّة هي الفلسفة بحد ذاتها دونها لا وجود لهذا العلم ولا فائدة منه.
ابتدأت بهذه المقدمة للتعريف بالفلسفة كوني صدمت الأمس من أجوبة من يدّعون الفلسفة والحكمة على فايسبوك ضمن مجموعة، تمت دعوتي الى الإنضمام اليها، تطلق على نفسها عنوان الفلسفة والحكمة. مجموعة من حملة الشهادات والألقاب الفارغة التي تتتفلسف فقط من أجل إثبات دينها الذي لا يجوز لأحد تخطي خطوطه الحمراء والتي رسمت عن جهل قامع سقيم… فلآسفة ينادون بالترهيب من أجل محاربة الإلحاد. فلاسفة اذا ذكرت جملة علمنة الدولة يذمون بك ويتهمونك بالإلحاد، بالشرير، بالعهر الغربي واذا كنت امراة ينهالون عليك بأوصاف أخجل من ذكرها، وكل ما هنالك من عقد نفسية يحملونها في فكرهم الواعي واللاواعي. لآ هدف لهم سوى البعبعة ويسمونها فلسفة، في سبيل اثبات دينهم ونشره. أين منها الفلسفة التي تبني الثورات الفكرية والاجتماعية ، التي تكتب التاريخ بافكار من ذهب؟
مأساة عقول مغرورة عرفت طعم الحرية يوما تهيأ لها أنها رأس الحكمة ومنبرها وهي أسيرة خطوط حمراء باتت سجنا لها تراه قفصا ذهبيا. عقول لآ تقبل الاستجواب ولآ النقاش ولآ أي بند من بنود تعريف الفلسفة لكنها فرحة بأنها تتفلسف وبين كل درة من دررها تقول لك:»العوذ بالله»
أي أمل، أي مستقبل يمكن لك أن تبني، أي مجتمع يمكن لك أن تطور وأنت محاط بهذا الداء الذي لآ دواء له؟ ما ذنب طالبي العلم والحرية والحياة كي يسيروا درب الآلام مع فلاسفة من ورق يسجنون روحك في قمقم جهلهم؟ ويحدثونك عن الحكمة والفلسفة! صح من قال أن القط في المرآة يجد نفسه أسدا.