شعر: نسرين حبيب
شاءَتِ الأَقدارُ عَمْدًا أَنْ تُعَلّمَني فيكَ.. الـ «يا لَيْتْ»..
رَتَّبْتُ كلامًا مُنَمَّقًا.. لَمْ يَخْلُقِ الشّعْرُ.. لَهُ بَيْت..
بَعْدَ شُهورٍ مِنْ لُقْيانا.. طَلَبْتُ مِن حُبّنا إِجازَةً
وَظَنَنْتُ أَنّي تَعافَيْت
مِن عُقْدَةِ الرّابِطِ بَيْنَنا.. وَمِنَ الوِصالِ اشْتَكَيْت
اسْتَأْذَنْتُ عِشْقَنا، أو كائِنًا ما كانَ اسمهُ
فَمِن إِثْرِ كَلامِكَ المَعسولِ.. انتهَيت..
..أمْس.. فَكَّرْتُ بِنا.. وَأَحْبَبْتُ التَّفْكيرَ بِتَكْفيرِنا
أَقْنَعْتُ النَّفْسَ بِصِحَّةِ الرَّأْيِ.. وَالعُدول عَنِ القَرارِ أَبَيْت
لكِنِ القَدَرَ شاءَ أَن يَسْتَنْفِدَ قُدْرَتي عَلى تَحَمُّلِ ما عانَيْت
مِن وَجَعِ الفُراقِ وَحَسْرَةِ النَّدَمِ.. وَبوحْدَتي دونَكَ.. ابتلَيْت
وَصِحْتُ أَنّي اكتَفَيْت.. وَسَأَلْتُ النَّفسَ: لِمَ عنّا تَخَلَّيْت؟!
بُعدُكَ رَبّاني.. صَقَلَني.. حتّى خلّاني
أَلْحَسُ رَواسِبَ السُّكَّرِ عَن شَهْدِ كَلامِكَ
الَّذي عَنْهُ بِإرادَتي.. نَأَيْتْ
فقْتُ.. واشْتَهَيْتُ قَطَراتِ العَسَلِ.. مِن شَفَتَيْك
عُدْتُ أَطْلُبُ الصَّفْحَ.. والرُّجوعَ ابْتَغَيْتْ
افتَقَدْتُ الّذي تَجاهَلْتُ في ما مَضى اسمَهُ طَوْعًا
افتَقَدْتُ النَّحْنُ وَرَأَيْتُ أَنّي مِنْ حُدودِ الأَنا اكتفَيْت
رَجَوْتُ الوَعْدَ الجامِعَ بَيْنَنا أَن يُعيدَكَ إِلَيَّ
بَعْدَ أَن كُنْتُ مِنَ الوَعْدِ.. انحَلَّيْت
أَمام الفاجِعَةِ غَبَبْتُ عُصارَةَ الصَّمْتِ
وأَقوى عِتادي وَأَسْلِحَتي رَمَيْت
تَوَسَّلْتُ القَدَرَ أَلّا يُجَرّبَني بِبُعدِكَ
أَلّا يُجَرّعَني مَرارَةَ اللَّوْعَةِ بَعدَكَ
وَيَدَعَني قِنْديلًا شَحيحًا يَقطرُ مِنْهُ الزَّيْت..
عَلَّمَني القَدَرُ دَرْسَ الـ «يا لَيْت»
عَلَّمَني دَرْسًا لَن أَنساهُ ما حَيَيْت
وَجَدْتُني جاثِيَةً.. أَمامَ كَفَنٍ أَبْيَضَ
أمامَ قَبْرٍ أَبْغَضَ
أَرجو العَوْدَ.. إلى مَيْت.