بقلم: رفاه السعد
على ذات الرصيف الذي اجتمع وأصدقائه ليوقع كتابه الجديد «رصيف الثقافة» اغتيل الروائي والكاتب علاء مشذوب.. البالغ من العمر واحد وخمسين عاما، ولد في المدينة القديمة في كربلاء.
علاء كان متوجها إلى منزله بعد لقاءه عدد من الادباء والصحفيين في ملتقى ادبي ليقطع طريقه مسلحون مجهولون ويطلقون الرصاص عليه، حتى الان لم تعرف دوافع الاغتيال او الجهة التي تقف وراء الحادث.
شقيق علاء قاسم مشذوب وجه رسالة إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي كشف فيها عن هوية قتلة اخيه، وطالب مقابلته لتسليمه ما بحوزته من أدلة تؤكد الى ان القتلة ينتمون الى جهة سياسية معروفة كأشخاص ومسئولين وهي من ارسلت الجماعة الاجرامية التي قتلت مشذوب ودعا الى تقديمهم للقصاص العادل.
علاء تحدث لعائلته اكثر من مرة عن تهديدات تصله من جهات مجهولة بحسب ما صرح به شقيقه .. وبالفعل نفذت الميليشيات وكعادتها جريمتها البشعة في محاولة لاسكات قلم يكشف فسادهم وجرائمهم بحق شعب كتب عليه ان يعيش في بلد يغيب فيه القانون ويعلو صوت السلاح فوق صوته.
ثلاثة عشر رصاصة اودت بحياة الروائي علاء مشذوب بعد انتقاده ايران وقادتها في منشور له على صفحته الشخصية على موقع «الفيس بوك».. قتل علاء على ايد اشخاص يضعون انفسهم فوق القانون .
ما جرى في كربلاء كان جريمة بشعة واغتيال سيبقى عاراً يلاحق المجرمين ومَن فوّضهم .. منظرُ قتل مثقف وطني لم يعد يعني شيئا للسياسيين ولن يثير مشاعرهم ، مثلما يثيرها لمعان كرسيّ مبهرج يحلمون بالوصول اليه والجلوس عليه على حساب ارواح الأبرياء..
فهم ذاتهم من يعرقلون تشكيل حكومة «الحكومة العرجاء» وهم من يصرون على تقسيم المناصب وان لم يحصلوا على مبتغاهم فستبقى الحكومة تسير على عكاز عادل عبد المهدي الذي ينتظر الاوامر من الاحزاب والكتل التي بدورها تأخذ اوامرها من خارج العراق..
بلد المحاصصة لا تزال فيه كراسي أهم الوزارات فارغة فوزارة الداخلية يجب أن تكون لفالح الفياض «ابن ايران المدلل» والا ستبقى الوزارة معلقة ..اما سليم الجبوري فتصر كتلته على تسلمه منصب وزير الدفاع وهو الذي تسلم منصب رئيس البرلمان في دورته السابقة بدعم ايراني ايضا ..اما وزارة التربية فأمرها معلق بأيدي السياسي خميس الخنجر وبيده مفاتيحها» حتى قبول مُرشحه.»
مسلسل الاغتيالات ليس بالجديد والصمت الحكومي ليس بالجديد ايضا خاصة وانهم يعرفون القتلة وهذا اكبر دليل على ان هناك من يريد ان يبقى العراق غير آمن..
في الختام اعود الى ذات الرصيف الذي وجدوا عليه جثة علاء مشذوب..فبعد يوم على اغتياله تجمع اصدقائه ليوقدوا شموعا تُحي ذكراه ، مؤكدين انهم سيواصلون مسيرته وإن ظلت المعركة بين القلم والرصاص مستمرة.