بقلم: كلودين كرمة
الجرح عميق لانه اتى من الحبيب
فلم يلتئم مع طول السنين
انما يزاداد عمقاوبحي الانين
وما اكثر الجراح ولكن اقساها ما يمس الحنين
فهل هناك من يهدينى الى طريق
اى اختيار اختار
فان قررت الرحيل فذاك مرار السنين
وان اخترت البقاء فهذا حقا مهين
فاذ لجأت الى الحكمة فربما تبقينى فى حالى الحزين
خوفا من ان افقد حصاد السنين
وان لجأت الى نفسي فانها ترفض الاستمرار بالتأكيد
فهل انتى سعيدة يا نفسي بالرحيل
ام تتريثي ربما يهتدى الحبيب
ام فقدت الامل فى ان يلين
ياله من صراع يضنى قلبى الحزين
فالبقاء او الرحيل كلاهما مهين
وماذا بعد الآنين هل يفيد
واين اجد الراحة و على كتف من استريح
اين اجد صدر يضمنى
وفى احضانة انسي مرار الخسارة وحسرة الفراق
ففى الفراق اسى وشجن ولوعة
فراق الونيس اشبه بانفصال الروح عنى
فهو موت وبئس المصير
وما اصعب فراق نفسي عنى ان عزمت على الاستمرار
فكيف احيا واتكيف مع انسان اصبح غريب
هل اتغرب عن نفسي وانا فى مسكنى الجميل
لقد اصبحت ذكرياتى اجمل من ايامى
فعندما اشتاق الى نفسى فانى اهيم فى عالمى القديم
اتذكر فيه الحب بمعناه العميق
فتترسم على وجهى بسمة اقترضها من زمن جميل
فياله من كنز ثمين انهل منه عندما اريد
وكأننى اخفى ببريقه قتام الايام اللاحقة
بما اننى لا يمكننى الانفصال لا عن نفسي ولا عن الحبيب
فياله من اسي فاننى اسكن فى مسكنى ولكننى غريب
فاين اشعر بالاسقرار والراحة اذا كان بيتى عنى بعيد
فانه خال من كل شعور دافئ واحساس بديع
فهل فى الامكان ان يرجع مثلما كان؟
الصدق فيه يكون والحب فيه يسود
والاستقرار فيه يعود بعيدا عن الشكوك
تتعالى فيه الضاحكات وتحيط به طيور الغناء
تجذبها اليه رائحة عطر المحبة فتسعد بها وتبقى
ياله من حلم بعيد ولكنه ليس محال
فالقلب الشفوق الرحيم دائما يأمل فى الجديد
يحاول ان يقاوم الحس المرير
فينهض من يأسه يبحث عن بغية حسنة
فيجد هدفا يحيا به ويحييه يسعد به نفسه
ويتنشق من عطر الحياة ما يرضيه
ويهيم بفكره بعيدا عن الواقع الاليم
فيجد لنفسه منفذا ويعيش فى عالم فريد
فيه يحقق ذاته بعيدا عن مفارق الطريق
حريصا على حياته التى هى اغلى ما يقتنيه
ويتقبل بصدر رحب ما يلاقيه
فلا تعود تحزنه التقلبات ولا تفتره الكلمات
انه اخيرا ادرك ان فرحه ليس بايد العباد
لكنه يمتلكه فى اعماقه ولا احد يستطيع ان يسلبه حقه.