بقلم: يوسف زمكحل
ألتقيت بصديقي على المقهى بعد غياب طويل وتصافحنا بحرص شديد بسبب الكورونا ولكنى لاحظت على الفور أن في عينيه لمعة غريبة وأحمرار يكسو وجنتيه ووجدت وجهه مشرقاً فسألته عن حاله وعن زوجته فقال لي أنا بخير ولكني أنفصلت عن زوجتي منذ بضعة سنوات فقلت له ولكني أراك اليوم وأشعر أن فيك شيئاً قد تغير فقال نعم هذه الأيام أعيش قصة حب جديدة بعد أن أعتقدت أني نسيت الحب فقلت له خير يا صديقي وبدأ صديقي يحكي بأبتسامة تكسو وجهه أنا اليوم أحب وقد تجاوزت الستين من عمري بقليل ولكني أشعر أني أصبحت إنسان جديد وأني عدت شاباً في الثلاثين من عمره فاليوم يا صديقي أصبحت أمارس الرياضة أكثر وأهتم بمظهري أكثر وبملابسي فأشتري منها الغالي حتى العطور أهتم بأحدث أنواعها واعمل على أقتناءها وأستكمل حديثه تصور يا صديقي أنى احياناً أشعر بأني آلان ديلون الممثل الفرنسي المشهور معشوق النساء في الستينات والسبعينات بل وأحياناً أخرى أشعر بأني رشدي أباظة الذي كان يحمل ملامح الرجولة في وجهه وإذا تكلم كانت تذوب مع صوته النساء فقلت بيني وبين نفسي الحمد لله لم يشعر بأنه فريد شوقي لكان أشبعني ضرباً وسألني هل تقول شيئاً فقلت على الفور الله يخرب بيته فقال لي متسائلاً مين رشدي أباظة الله يرحمه ؟
فقلت له لا طبعاً أنا أقصد الحب وطلبت منه أن يكمل حديثه فقال لي الحب يا صاحبي يجعلني أسير في الطريق وأنا شاعر بأنه بات لدى قوة تضاهي قوة ضابط من ضباط الصاعقة وأحياناً أشعر أني خفيف في خفة عصفور يغرد ويطيرمن شجرة لشجرة وسألته أنا نسيت أسألك تشرب إيه فقال كل اللي بيحبوا بيشربوا نسكافيه فأنا محبوبتي بتحب تشرب النسكافيه وضحكت بصوت عالى لدرجة وجدت معظم رواد المقهى ينظرون إليا فقلت له حاضر بس باين عليك أنت واقع لشوشتك وطلبت له نسكافيه وقال لي إلا واقع يا باشا ده أنا أتكعبلت وحالتي حال أنا بعيش حالة أنا من سنين طويلة لم أعشها يا خبر أبيض ما اقدرش أحكليك أو أوصفلك بنام وبصحى احلم بها تصور أنا أسير في الطريق أشعر بسعادة عندما أرى قصة حب أمامي متمثلة في شاب يمسك بيد محبوبته يقبلها وهي تبتسم له وكأنه قام بتتويجها ملكة ، الحب يا صاحبي يخليك تفرح لأقل شئ وأنا اشعر بسعادة عندما أرى قطة صغيرة تلعب أو طفل صغير أمه تلاعبه فيضحك ويرتمى في أحضانها فرحاً ، وأستكمل حديثه تصدق يا صاحبي أحياناً وأنا في الطريق أتذكرها فأبتسم وأرى الناس ينظرون إليا متسائلين لماذا يبتسم فأجد نفسي أريد أن أشدو أغنية عبد الحليم حافظ بتلوموني ليه لو شوفتم عينيه حلوين قد إيه حتقولوا أنشغالي وسهد الليالي مش كثير عليه أو أغنية أم كلثوم وهي تقول خدني لحنانك خدني عن الوجود وابعدني بعيد بعيد وحدينا بعيد بعيد أنا وأنت على الحب تصحى أيامنا على الشوق تنام ليالينا .
فقلت له الله الله طيب هي رأيها إيه ؟ بتبادلك نفس الحب ؟ فقال على الفور لا فسألته ليه وإزاي ؟ فقال هي بتقول كل الرجالة كدابين بس أنا والله يا صاحبي مش كداب فقلت له صادق صادق من غير ما تحلف وبيني وبين نفسي اقول الله يكون في عونك ثم أنصرف كل منا في طريق أنا في طريقي إلى المنزل وهو في طريقه إلى العذاب !!!