بقلم: سليم خليل
يعاني الإقتصاد العالمي والمحلي من أزمات مالية نعيشها منذ فترة غير قصيرة في عالم المال والصناعة ؛ لكن في ذات الوقت وبالرغم من الأزمة الخانقة نجد إزدهارا مذهلا في قطاع الحيوانات الأليفة.
صالات عرض؛ محلات تجارية ؛ مصانع ؛ ومستشفيات وعيادات للطب البيطري ؛ لجان في أكثر المدن الكبيرة للناشطين المطالبين بحقوق الحيوانات الأليفة والدفاع عن
تلك الكائنات ؛ بعض هذه اللجان تطالب البلديات فى المدن الكبيرة بإدخال مخططات هندسية على خرائط بناء العقارات تضمن سلامة وراحة تلك المخلوقات لتنفيذها في تراخيص الأبنية الجديدة ؛ ضمن تلك الطلبات في الأبنية الكبيرة وجود حمامات شبيهة بمسابح البشر وقاعات تسلية ورياضة لأن صحة الكلاب تتطلب المشي ساعات وهذا مستحيل في أيام العواصف وأيام الشتاء القارص.
في موضوع الأحوال الجوية والبرد القارص تسير جمعيات حقوق الحيوانات الأليفة على خطى بعض مدن الولايات المتحدة الأميركية حيث تمنع البلديات إخراج الكلاب للسير في الخارج بحالة طقس بارد أقل من 30 درجة فهرنهايت ما يقارب الصفر في ميزان سلسيوس المعمول فيه في كندا وباقي العالم .
ما يثير العجب أن إحدى الجمعيات تطالب المجلس البلدي في مدينتها إصدار قانون يحظر ترك الحيوان الأليف في المنزل بدون مرافق في حال غياب سكان البيت إلى سهرة أو مناسبة إجتماعية.
كان إسم الجمعيات المهتمة بالتعامل مع الحيوانات الأليفة- جمعيات الرفق بالحيوان – لهذه الجمعيات أسماء جديدة – الجمعيات الإنسانية – إستطاعت هذه الجمعيات إصدار قوانين تحدد طريقة التعامل وتربية تلك المخلوقات ؛ ولديها السلطة الكاملة للتدخل في حال شكوى عن عنف أو سوء تغذية أو سوء معاملة ؛ ولهذه الجمعيات محامين يمكن أن يطالبوا بالسجن للأشخاص المسيئين للحيوانات .
من أغرب قصص الدفاع عن الحيوانات أن إحدى الجمعيات كلفت أحد المحامين المشهورين لملاحقة سيدة متقاعدة لأنها لا تعتني بصحة أسنان كلبها ولا تنظفَها كل مساء بالفرشاة ومعجون الأسنان ؛ بالرغم من أن تلك السيدة لم تكن موظفة في إدارة يشملها برنامج معالجة لأسنانها وهي مجبرة على إقتلاع أسنانها لعدم مقدرتها على تحمُل تكاليف معالجة وتصليح أسنانها!
أصبحت الحيوانات الأليفة من الضروريات لمرافقة والعيش مع أفراد كثيرين في العالم الحديث؛ لآنهم أجبروا أو فضلوا العيش منفردين في مساكنهم وأصبحت مرافقة أي مخلوق لشخص يعيش منفردا إحدى النصائح الطبية والصحية لأن الإهتمام بحيوان أليف في الحياة الإنفرادية ينعش الحياة في الفرد وينشًطه وأظهرت هذه المعاملة نتائج صحية وفكرية إيجابية ؛ وهذا ما نشاهده يزدهر في عصرنا الحالي .
في القضاء حاليا وفي المحاكم الصلحية يقدر المختصون بأن ثلاثين بالمئة من الدعاوي المقدمة لتلك المحاكم تعود لقضايا مقدمة لحل مشاكل يسببها كلاب تؤذي أفرادا أو كلاب تؤذي كلابا أخرى .
للتعامل والتعايش مع الحيوانات الأليفة نتائج إيجابية على الإقتصاد ؛ من المصالح الأكثر إزدهارا حاليا في الأسواق المحلات التجارية لبيع الغذاء واللباس والألعاب والعيادات والمستشفيات الجراحية والأطباء ؛ ويتبعها صالات تجميل وتصفيف الشعر وتقليم الأظافر إلخ إلخ إلخ ؛ والكثيرون مستعدون أن يدفعوا الغالي والرخيص للحفاظ على صحة تلك الحيوانات ومظهرها.