بقلم: خالد بنيصغي
لا زال أعداء النجاح في المغرب يناورون من كل جانب لإحباط وتقويض عمل الحكومة الذي يبدو واضحاً للعيان .. إذ لا يمكن للإنسان العاقل أن يجحد – وبالأرقام – ما قامت به حكومة الأستاذ عبد الإلاه بنكيران ، وما تقوم به من أجل إخراج المغرب من فساده السياسي وكساده الاقتصادي والاجتماعي ..
للأسف فبعض المعارضة والنقابات وبعض المنظمات والجمعيات المغربية تمشي عكس التيار الذي يريده المغرب في التنمية التي أطلقها الملك محمد السادس منذ توليه مقاليد الحكم ، يُغًرِّدون خارج السِّرْب فقط لجلب النجاح لأحزابهم في الاستحقاقات القادمة من الانتخابات الجماعية والبرلمانية أو لأنهم يترأسون هيئات حكومية أو جمعيات ومنظمات بارزة ولهم انتماء حزبي في المعارضة .. فهل هي حرب الأحزاب والتسابق نحو كراسي الوزارات ؟؟ نعم بكل تأكيد هذا هو الهدف البارز عندهم .. وإن كان الأمر – وكما يبدو – واضحاً لما تقوم به هذه الحكومة من أجل المغرب .. فأين غاب الوطن والوطنية في ضمير هؤلاء ؟؟
الإضراب لم يعد يتوقف في المغرب لدرجة أنه حطًّم جميع الأرقام القياسية العالمية ؟؟ .. أما مقر البرلمان فأصبح يستقبل أعداداً كبيرة وأطيافاً مختلفة من المحتجين شبه يومياًّ ، سواء بحق أو بغير حق ، لدرجة أننا بدأنا نسمع عن تنسيقيّة المُعَطَّلين ، وتنسيقية حاملي الشهادات العليا … ( شر البلية ما يضحك ) والسؤال المطروح هو : هل المغاربة لا يعلمون بالأزمة العالمية التي لا زالت تضرب بحدة وقسوة في جل أنحاء العالم ؟؟ .. بما في ذلك جل أوربا وأمريكا وكندا ؟؟ وأن هذه الدول اتخذت عدة إجراءات مسَّت المواطنين في عمق جيوبهم .. ومع ذلك يتفَهَّم المواطنون أن ذلك بسبب الأزمة .. وأن ذلك سيحافظ على قوة الوطن واستمراره رغم أن عدداً كبيراً من هؤلاء فقدوا عملهم بسبب هذه الأزمة .. وذلك طبقاً للجملة المشهورة بالوطنية الصادقة والحقيقية “ نموت ويحيا الوطن “
يجب أن يتوقف بعض المغاربة عن معاقبة الوطن ويعودوا إلى أحضان الوطنية التي عهدناها فيهم دائماً .. فالوقت لا يسمح بتعطيل عجلة المغرب التي انطلقت بثقة وجدية وحققت العديد من النجاحات الكبيرة بفضل الله ، ثم بفضل الملك محمد السادس الطموح ، وكذلك هذه الحكومة الجادة والصادقة ويكفي أن نشير إلى آخر تقرير للأمم المتحدة عن وضع المغرب الاقتصادي الذي يُقِرُّ بارتفاع ميزانية الدولة لرقم قياسي حيث تناهز حوالي 50 مليار دولار بعد أن بلغت 42 مليار دولار فقط العام الماضي 2015 أي بزيادة حوالي 19 % ويرجع هذا بالأساس الى انتعاش خزينة الدولة وانخفاض عجز الميزان التجاري بحوالي 25 % وارتفاع احتياطي المغرب من النقد الأجنبي ليبلغ 23.5 مليار دولار (ما يكفي لتغطية واردات المغرب 6 أشهر ونصف ) وهذا طبعا نتيجة تقلص فاتورة الطاقة ( انخفاض أسعار النفط مما وفَّر للدولة حوالي مليار و700 مليون دولار فقط في النصف الأول من هذا العام ) وانخفاض واردات المغرب من القمح بعد موسم فلاحي قياسي (محصول قياسي من الحبوب تجاوز 11.5 مليون طن ، أي حوالي 80 % من حاجيات المغرب ) وكذا ارتفاع صادرات المغرب بحوالي 9 % نتيجة تزايد قيمة صادرات الفوسفاط والسيارات والمواد الغذائية و ارتفاع تحويلات المهاجرين المغاربة في الخارج دون أن ننسى تطور عائدات الدولة من الضرائب واسترداد الدولة لحوالي 3 مليار دولار من الأموال المُهَرَّبَة في الخارج بعد عملية “ amnistie fiscale “
وبعد .. إلى كل مغربي يهمه أمر ازدهار المغرب لنكن إيجابيين أكثر .. ولنكن صادقين في حب المغرب الجميل .. و “ لنمت ليعيش الوطن “ .