يقارب عام ٢٠٢١ على الانتهاء ونتمنى للجميع عيد ميلاد مجيد وعام جديد يجلب الخير والسعادة والأمان للجميع في كندا وبلادنا العربية والعالم جميعه بأجمعه مع كل سكانه.
وهنا أحب أن أتحدث وأرسل بعض الحب معكم الى السيدة المستشارة الألمانية «ميركل» وهي «أم» بعدة معاني وهي سيدة عزيزة على قلوبنا جميعا رغم بعدنا الجغرافي عنها. وهي ستغادر الحكم في بلادها نهائيا مع نهاية العام.
ولكن السيدة ميركل حقا ساعدت وكانت السبب الرئيسي أن يولد أناس كبار مرة أخرى معنويا من خلال إعطائهم فرصة جديدة للحياة في بلدها الجميل المتقدم بكل المعاني ألمانيا. انها ام الكبار والصغار… أنها أم اللاجئين التي احتضنتهم وأعطتهم حياة جديدة.
ونرسل الكثير من المحبة للسيدة «ميركل» التي تخرج من قيادة ألمانيا اليوم ولكنها ستبقى تعيش في ضمائر الملايين من الناس لأنها أثبتت أن الدين هو الأخلاق لان هذه السيدة المسيحية احتضنت المسلمين والمسيحيين والجميع بكل حس إنساني. وهي أثبتت أن السياسة ليست فقط ان تكون نشيط سياسيا و»براغماتيا وعمليا» وإنما أن تحقق المعادلة السهلة والصعبة بان وهي بان تكون تملك حساً إنسانيا وتعمل على المزج بين المربح الاقتصادي لبلادك والسياسي من خلال أعلاء الحس الإنساني … فتربح الجميع وانت قوي ولكن لست متحجر او قاسي .. وأنت عملي ولكنك إنسان بالدرجة الأولى.. والقوة والعقل لا تلغي العاطفة الإنسانية ولكنها تسخرها وتديرها لمصلحة الجميع والحس الإنساني.
انها حقا معادلة صعبة ولكن السيدة المستشارة الألمانية ميركل نجحت فيها والاقتصاد الألماني وملايين اللاجئين حول العالم وفي ألمانيا ومنهم الكثير من أحبتنا العرب والسوريين سيتذكرونها لسنين طويلة. وكذلك التاريخ سوف يسجل أن قرارتها وتأثيرها في هذا المحال تخطى حدود بلادها من خلال تأثيرها على القرار الدولي ومن خلال كونها قدوة للكثيرين من القادة حول العالم.
يقول البروفيسور ماغنوس بريشتكن من معهد ميونيخ للتاريخ المعاصر: «على المدى الطويل، إذا لخصت الأمر، سيرى الناس أن هذه الـ 16 عاماً، كانت ناجحة تماماً، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل في بناء دول مهيأة لمستقبل غير سهل».
و إرثها يتجسد في التفكير «العقلاني والبراغماتي الموجه نحو الحلول»، في عالم تقوده أكثر فأكثر شخصيات تتبنى نهجاً إما قومياً أو غير عقلاني أو نرجسياً أو شعبوياً».
وخلاصة الكلام، قد يبدو عالم السياسة الألمانية مملاً إلى حد ما، فمحوره الحلول الوسطى والإجماع والاستمرارية.
وبهذا المعنى، قدمت ميركل لبلدها ما كان متوقعاً من زعيمة؛ هدوء الصوت في عالم مضطرب ومتغير.