بقلم: فريد زمكحل
«لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه»، وهو ما ينطبق بكل معنى الكلمة على الوضع السوري الذي بات لا يحتمل الكلام وينشد الفعل وسط قرارات أُممية متذبذبة وتواطؤ واضح من الجامعة العربية وأمينها غير الأمين على مساندة الحق والقيام بواجبه في وقف نزيف الدم والتشريد المستمر للشعب السوري العربي الشقيق، ومن هنا جاء قرار الرئيس الروسي الشجاع فلاديمير بوتين بمساندة سوريا عسكرياً جواً وبحراً وبراً، وهو قرار الذي يؤكد بالتبعية على إصرار وقدرة روسيا على استرداد مكانتها الطبيعية في الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة كقوة عظمى لاتتبع ولا تخضع لأي قوة على الأرض.
الأمر الذي سيؤدي بالقطع لآيجاد حل عادل يتعدى الحدود السورية ليشمل كل دول الجوار التي تتعرض لمذابح وإرهاب ميليشيات العنف والتطرف المدعومة أمريكياً وتركياً وقطرياً لتمزيق أوصال الوطن العربي الكبير لصالح بعض أصحاب المصالح في المنطقة وخارج المنطقة.
وتقديري بأن العالم بات أمام خيارين .. إما القيام بتعديل مساره غير المنصف في تغيير ملامح دول المنطقة أو الاستمرار في ذات المسار الذي قد يتسبب بإندلاع الحرب العالمية الثالثة بكل ما فيها من دمار لكل شئ للانسان والحيوان والجماد، وللحضارة الإنسانية بمجملها، وهو ما لن تسمح اسرائيل بحدوثه لأنه سينال منها كما سينال من الجميع وهو ما يجعلني أتمسك بالخيار الأول على اعتبار أنه الطريق الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار العالمي خاصة بعد أن تأكد للجميع جدية الموقف الروسي على أرضية الواقع ومدى حداثة ترسانة الأسلحة الروسية التي يستخدمها بكل قوة ومهارة فاقت توقعات الولايات المتحدة الأمريكية وجميع دول العالم بلا استثناء بعد أن أعاد للاقتصاد الروسي مكانته وهيبته وبات مستعداً للدفاع عن حلفائه وعن مصالحه مهما كلفه الأمر وهو ما سينصب لصالح شعوب ودول المنطقة التي تحولت فجأة لبركان من النار ولزلزال من العنف والتطرف كاد أن ينجح في تحقيق مخططاته الشيطانية لولا عناية الله والتدخل الروسي والكوري القوي لضبط المواقف وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي كل التقدير والتحية للصديق الروسي والصمود السوري الذي كافح للحفاظ على وحدة وسيادة أراضيه .. والبقية تأتي .. وغداً لناظره قريب!!