بقلم: كنده الجيوش
تنتشر الكثير من الصور التعبيرية مع انتشار فيروس كوفيد ١٩ على منصات التواصل الاجتماعي. احداها تظهر رجل يحيط به رجال من الصحة العامة وهو يصرخ وينادي «ما هو الشئ الذي أكلوه في الصين هذه المرة».. توقفت عند هذه الصورة – وطبعا كل الأحداث التي وقعت منذ بدء انتشار وباء الكورونا من الصين الى العالم اجمع في فترة زمنية قصيرة جدا وأصبحت تهدد العالم بدمار اقتصادي عدا عن الرعب والأهوال والموت من الناحية الصحية.
هذه الصورة تلخص كيف ان الانسان قريب لأخيه الانسان – وان كان الامر مؤذي – من الناحية البيولوجية. اَي ان أجسامنا الانسانية مثل بعضها وما يؤذي شخص بالصين يؤدي الى أذيتنا في ابعد مكان عن الصين. وتسقط احكام الجغرافيا مع وسائط سهلت الانتشار. وأكثر من هذا ان يأكل شخص بالصين فتمرض شعوب الغرب والشرق.
واعود وأقول نعم ان شعوب العالم مختلفة ولكن أجسامنا واحدة وتركيبتها واحدة. نعم انا إنسان.. نحن جميعا متساوون امام الفيروس ونحن أيضا لدينا جسد واحد انساني وهذا الأهم.
هل ننظر الان ان الجانب العنصري حيث ان البعض أخذ موضوع الأكل في الصين ليتخذ موقفا عنصريا منهم او من طريقتهم بالأكل. وطبعا هذا امر مؤسف لان العنصرية ليس لها حدود.
وأيضا وطبعا الممارسات غير الصحية بالطعام ليست مقبولة ويجب ان تتوقف. وبعضها حقا لا يليق بِنَا كأناس تعيش على هذا الكوكب…
اذاً لا نتخذ موقفا عنصريا من الصينيين بناء على ما يأكله البعض منهم. او طريقة للطعام توارثوها وحان الأوان لإنهائها. ومثلما نطلب منهم ألا يأخذوا موقفا منا جميعا بناء على شيئ يأكله البعض منا.. والقائمة طويلة هنا – ولكن نحمد الله ان الوعي يتزايد يوما بعد يوم بهذا الموضوع بما هو صحي من ناحية وما هو متوارث وغير صحي من ناحية أخرى ومثلما نطلب ذلك منهم يجب ان لا نأخذ موقف منهم جميعا بناء على فئة معينة.
وبالمقابل هناك الكثير من الأطعمة التي نأكلها صحية ومطابقة لكل المعايير الصحية ومفيدة ولذيذة ولكن لا يتقبلها بل وربما يتأنف منها الكثيرون. فنحن في الشرق مثلاُ العديد منا يأكل أحشاء أو بالعامية مصارين الخروف بعد اخراج الفضلات وتنضيفها والغرب يحشيها أنواع من اللحوم… وهي تطابق المعايير الصحية والنظافة .. وهي لذيذة..
ولست أقارن هنا أبدا لان ما حدث بالصين لم يكن ممارسة صحية أبدا.
ولكن الحديث هو عن الاستناد إلى ظاهرة ما لاثارة العنصرية. ومبدأ العنصرية باب يفتح على كل الجهات.
دمتم بألف صحة.