بقلم: رفاه السعد
منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما والعراق لم يرى النور ولا الخير ومر عليه ما لم يمر على إي شعبٍ من مأسي ودمار وتصدر الاولوية في كل شي سيئ ..
بدءا من عدد القتلى ومرورا بدمار بنيته التحتية وأثاره وحضارته وانتهاءا بالفساد الذي ينخر جسده وثرواته التي ضاعت بدون حسيب أو رقيب ونفطه الذي عاد عليه بالنقمة وليست النعمة..
وها نحن نقترب من موعد الانتخابات التي يترقبها العراقيون من دون أي أمل يذكر بل اغلبهم ينادون بمقاطعتها ولايرغبون بالتصويت لاي مرشح سواء قديم أو حتى جديد ..فاليأس يخيم على حياتهم
ولم يحصل المواطن طوال هذه السنوات عل أي حق من حقوقه بل وابسطها..مثلا الكهرباء الوزارة تتعاقد مع شركات وتشتري مولدات وتذهب الاموال المخصصة للوزارة هدرا وفسادا ولا يزال المواطن يعتمد على المولدات الكهربائية من التجار في صيف تصل درجة الحرارة فيه الى خمسين درجة مئوية لا نستطيع أن نلوم أي مواطن عندما يقول سأقاطع الانتخابات.. فعندما يذهب المريض إلى المستشفى لا يجد دواءا بل احيانا حتى السرير فمنهم من يفترش الارض وأخر المصائب لا يوجد جهاز طبع الأشعة .. في العراق فقط يستخدم المريض كاميرا هاتفه النقال ليصور ما كشفه الجهاز ويأخذه إلى طبيبه ليقرر الحالة من خلال صورة الهاتف طبعا هناك الكثير لنتحدث عنه في القطاع الصحي !!
فهل نلوم المواطن اذا قرر المقاطعة.. دعونا نتحدث عن خدمة أخرى المياه اثبتت المختبرات أن المياه التي تصل للمنازل غير صالحة للشرب بل وحتى المياه التي تباع في الاسواق على شكل قناني ومن المفترض أنها كاملة المواصفات وصالحة للشرب ثبت أنها لا تصلح ماذكرته نقطة في بحر من معاناة العراقيين .. لذلك لا يستطيع أحد أن يلوم أي منهم إذا قال أنا اعيش بلا أمل في هذا البلد وأنه لا يثق بأي مسئول في الدولة.
الانتخابات قادمة وما اتوقعه وبحسب استطلاعات الرأي وما قرأته على مواقع التواصل الاجتماعي من ارأء للمواطنين فأن معظمهم سيجلسون في البيت يوم التصويت اي يوم الثاني عشر من مايو المقبل فالمواطن يعيش حالة فقدان الثقة فكيف سيثق بمرشحي للانتخابات وأن العراقيين باتوا على علم أن من سيأتي لن يكون افضل من الذي قبله طبعا هذا بالنسبة للعراقيين الذي لم تدمر مدنهم اما أهالي المناطق المحررة من داعش والمدمرة بالكامل ولا يزالون في المخيمات فهذا حديث اخر تتكتم عليه الحكومة ويقول مسئولون محليون إنه حتى الان لم يستلم سوى ستة في المئة من اهالي الموصل بطاقاتهم الانتخابية بل والمضحك أن مراكز الحصول على البطاقة التي حددتها المفوضية تبين أن اغلبها مدمرة وما بين دوامة الانتخابات التي يعيشها العراقيون ..يظهر تنظيم داعش من جديد في مناطق عدة منفذا عددا من الهجمات المتتالية.. ما دفع العراقيين للتساؤل «أين الانتصارات يا عبادي» فخلال الاسابيع الماضية ظهر ما يسمى بالسيطرات الوهمية وهي عبارة عن نقاط تفتيش ينصبها عناصر داعش مرتدين زي القوات العراقية ويخطفون المواطنين ويقتلوهم على الفور المناطق التي جرت بها مثل هذه الحوادث كانت على طريق بغداد كركوك وبغداد الموصل والحويجة ابرز هذه الحوادث خطف سبعة وعشرين عنصرا من الحشد الشعبي في الحويجة وتعذيبهم ثم قتلهم كما نصب تنظيم داعش سيطرة وهمية على طريق كركوك واستهدف باص ينقل عوائل وقتلهم جميعا بعدها بأيام قليلة داعش يفجر منازل للمواطنين في الحويجة ايضا ويكتب على منازل اخرى
تهديدات لمن يتعاون مع القوات الامنية بالقتل تلاها بأيام ..تنظيم داعش يخطف أكثر من سبعة من افراد الشرطة الاتحادية ويقتلهم رميا بالرصاص وينشر صورهم على مواقع التواصل ..وما بين هذه العمليات كانت هجمات متفرقة بعبوات ناسفة طبعا رئيس الوزراء حيدر العبادي اعلن أن هذه الحوادث هي لخلايا نائمة وأن القوات العراقية تلاحقهم وستستمر.. فيما يظهر برلمانيون على شاشة التلفزة يتحدثون عن أن عناصر داعش الذين فروا من الموصل وكركوك وصلاح الدين والحويجة تمركزوا في جبال حمرين والصحراء ويعيدون لملمة قوتهم وهم وراء هذه العمليات بدورها بدأت الولايات المتحدة تحذر مما اطلقت عليهم بدواعش الصحراء مفيدة أن داعش انتهى عسكريا لكنه لم ينته أمنيا وخطره لا زال موجودا ..
ومع هذا لابد أن يأتي يوما ويكون فيه العراق افضل من اليوم..