بقلم: كلودين كرمة
“لم يا ابني الكهارب من يمة اسلام بحيري ولعها عند شريف الشوباشي “ ولمن لا يعرف لماذا هذا الكاتب الصحفي ، فهو من دعي فتيات مصر لتنظيم مليونية لخلع الحجاب في ميدان التحرير، وخلف من وراء دعوته هذه موجة واسعة من الجدل قد تضاهي حالة البلبلة التي اشعلها من قبله الباحث اسلام البحيري بعدما طالب بمراجعة كتب التراث في الدين الاسلامي.
لم يزعجني دعوته ولا انه يتحدث عن ثوابت في المجتمع المصري ولست من دعاة خلع الحجاب او الالتزام به ولكن المزعج في الامر
1- ان يتم التمييز في المجتمع على اساس ارتداء الحجاب من عدمه او القول لمن لا ترتدي الحجاب بأنها مسيحية ، واذا علمنا انها مسلمة ثم يتم النظر لها على انها نشاذ ونعتبرها خارجة عن الملة
2- ان يجبر اشخاص على ارتداء الحجاب سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين، فصدق ولابد ان تصدق ان هناك مدارس حكومية تفرض الحجاب على الطالبات المسيحيات ومن يمتنع منهن يتعرض لعقوبة المد على القدمين وقد تصل الى الفصل فقانون المدارس يتيح الفصل لمن لم يلتزم بالزي المدرسي الذي تحدده المدرسة فتجد فتاة تدعي ماريان وترتدي الحجاب والصليب في نفس الوقت.
3- تحويل الصراع الى فتنة طائفية وصراع عقائدي بين المسلمين والاقباط والاستشهاد بان الراهبات في المسيحية يرتدن الحجاب فتخرج دعوات بان ترتدي القبطيات الحجاب كمثيلاتها المسلمات او نطالب هؤلاء الراهبات بخلع غطاء الرأس
4- تكفير من يتحدث عن خلع الحجاب ووصمه بابشع الالفاظ ، وقد يتطرق الحديث الى الخوض في الاعراض
والقول بانها حملة منظمة من الملحدين والحاقدين على الأسلام،”حرب على الدين والعقيدة”،”عليهم لعنة الله “
5- الظن بان من ترتدي الحجاب هي الاكثر ايماناً ومن لا ترتديه اما سيئة الخلق او تعمل في وظيفة مخلة بالاداب العامة، اى ان تكون الحشمه في ارتداء الحجاب في حين ان الحشمه هي في نظرة العين وطريقه الكلام و نيره الصوت والايماءات و الايحاءات فالحشمه و الوقار ليس لهم زي رسمي .
6- انتشار بعض المصطلحات التي تهدد استقرار المجتمع مثل “ موسم خلع الحجاب”،” حرب اغتصاب الحجاب “ للاسف مجتمعنا جاهل وغير مؤهل ومثل هذه الدعوات تهدد السلام المجتمعي وان كان اصحاب هذه الدعوات يرون انفسهم الحجر الذي يحرك البركة الراكدة فلابد ان ينفذوا ذلك بشكل فردي ، فخلع الحجاب لا يحتاج مظاهرة،”كل واحد حر”.
للاسف مازال امامنا الكثير حتي نقبل مثل هذه الدعوات ، وتصحيح الخطاب الديني وتطهير وتطوير مناهج المؤسسات الدينية و بث فكرة قبول الاخر هم معاركنا الاولي التي يجب ان نخوضها اولا اما الحديث عن مليونيات خلع الحجاب فهي بمثابة “العوم في الغريق”.