بقلم : خالد بنيصغي
لعلنا بالحديث عن المرأة العربية بين زمنيْن متقاربيْن قليلا ، لكنهما متباعديْن جدا من حيث طباعها وتغير شكل حياتها رأساً على عقب نكون منصفين لوصف معاناة امرأة تعيش للآن في جلباب الديمقراطية والحقوق الواهمة ..
عاشت المرأة العربية ومنها المغربية في الزمن الأول عفيفة شريفة منتصرة لجمالها وأخلاقها العالية .. ويذكر التاريخ القريب في سنوات الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي كيف كانت المرأة في أبهى صورة وأغلى مكانة .. وكان الرجل يشعر بنشوة الفخر وقمة الرجولة وهو يبحث عن كنز اسمه المرأة .. وعلى قدر بساطتها يتأثت تاج الحياء والأخلاق العالية على رأسها لتكون زوجة مطلوبة بقوة ، وبرضاها وقبولها يرضى الرجل الزوج والأب والأخ والعم ….. والناس جميعاً ، فقط لأنه وببساطة شديدة لم تجْرِ وراء الرجل بل تعففت وتزينت بكمال الأخلاق وجمال الحس والطبع .. وجعلته هو من يجري وراءها طول حياته باحترام وتقدير في جل مراحل حياتها ، ابنة وزوجة وأمّاً وجدة … ولأن طباعها تستوجب ذلك نجحت نجاحا باهرا كما تشير إلى ذلك الأرقام والإحصاءات الرسمية والحياتية .. فكانت نسبة الطلاق ضعيفة جدا .. وظلت حياتُها – برغم بساطتها – ناجحة بكل المقاييس ..
في الزمن الثاني – زماننا هذا – وبعد ظهور دعوات علمانية تحارب الإسلام وتتشدق بحقوق الإنسان وإنصاف المرأة .. ولأنها – أي المرأة – انصاعت واستجابت لذلك بظنها أنها فعلا كانت مهضومة الحقوق فصارت في المحظور ..
المرأة الآن هي من تجري وراء الرجل وتبحث عنه .. هي من ترغب في أن يكون اختياراً قسريا في علاقات تتحدث الأرقام الرسمية أن نجاحها وتتويجها بزواج بين رجل وامرأة بعد علاقة حب لا يتعدّى 2 بالمئة .. بمعنى أن 98 امرأة عربية ومغربية لا تتزوج من الرجل الذي أحبته أو علق قلبها به .. وبمعنى أوضح فإن المرأة إذن تتعرض لعشق متكرر وربما عشرات المرات وهو ما لا يلائم فطرتها وعقلها … وتصبح ضحية لشغب غير مرغوب فيه قلبا وقالبا .. وينتج عنه بالتالي نشوز من الرجل الذي من طبعه القوة والغيرة والأنفة .. وهذا يؤدي إلى نفور ولو مؤقت من الطرف الآخر والذي أدى بنا في النهاية إلى ارتفاع نسبة العنوسة إلى هذا المآل الفظيع .. وارتفاع نسبة الطلاق بشكل مستفز ..
وبعد .. لقد اشتقنا إلى المرأة العفيفة المقام والعالية الشأن لا أن نرى ذلك إلا لماماً في بعض النساء فقط واللاتي لا يمثلن إلا استثناء للأصل الذي يجب أن يجري في كل البقاع العربية والإسلامية مجرى النهر العظيم .. ودمتم بود
هذه بعضٌ من حكمة تشريع الإسلام للإعدام عند قتل النفس عمداً .. وختاماً إن الإسلام الدين الكامل والتام الذي يعتني بحقوق الإنسان ويحفظها بالشكل المطلوب والناجح .. وهذا ليس بغريب على الله عز وجل أن يمنحنا ويخلق لنا ما يصلح لنا ويناسبنا تماماً ، وهو القائل في محكم كتابه “ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير “ ..