بقلم: سليم خليل
ترجمة بتصرف
بعد أكثر من أربعة عقود من الزمن يطلب السياسي الأميركي بن بارنيس الغفران من الرئيس الأميركي جيمي كارتر الذي ترأس الولايات المتحدة في الفترة ١٩٧٧ إلى ١٩٨١ . يبلغ الرئيس كارتر الثامنة والتسعين من العمر – أطال الله عمره- وهو تحت العناية في المستشفى لتقدمه في العمر .
طلبُ الغفران هذا أعلنه بارنيس لأنه يريد إراحة ضميره قبل رحيل الرئيس كارتر ؛ وكأنه يقدم طلب براءة ذمة أو اعتراف بالذنب . في حينه قرر الحزب الجمهوري الأميركي إيفاد بن بارنيس مع سياسيين أميركيين إلى الشرق الأوسط ليعملوا على إفشال تجديد ولاية الرئيس جيمي كارتر لصالح المرشح رونالد ريغان الذي ترأس الولايات المتحدة من ١٩٨١ إلى ١٩٨٩ . المعروف أن الرئيس جيمي كارتر كان يمثل الحزب الديمقراطي أما الرئيس رونالد ريغان كان يمثل الحزب الجمهوري .
عام ١٩٨٧ إندلعت ثورة في إيران بقيادة الزعيم الروحي آية الله الخميني ضد الشاه رضا بهلوي الموالي للولايات المتحدة الأميركية والغرب وغادر الشاه إيران إلى المنفى . تطورت الثورة المناهضة للولايات المتحدة وحاصر الثوار السفارة الأميركية في طهران وفيها أكثر من ستين دبلوماسيا وموظفا وطال الحصار وتداخلت المفاوضات لتحرير الدبلوماسيين .
تزامنت هذه الأزمة مع انتخابات الرئاسة الأميركية واشتدت المنافسة بين الرئيس كارتر الذي ترشح لتجديد ولايته والمرشح الجديد رونالد ريغان. كان لهذه الأزمة تأثير كبير على نجاح الرئيس جيمي كارتر في تجديد ولايته وأصبح تحرير الرهائن الأميركيين من إيران بيضة القبان في نجاحه .
إنتهز الحزب الجمهوري هذه الأزمة بضجة إعلامية كبيرة متهمين كارتر بالعجز في مفاوضات تحرير الرهائن ؛ وأن المرشح المنافس الجمهوري رونالد ريغان هو الرئيس القوي الذي يتمتع بالقوة وبمهارة إنهاء الأزمة .
من وراء الكواليس – كما يقولون – أوفد الحزب الجمهوري سرا السياسي المخضرم حاكم ولاية تكساس جون كوناللي مع السياسي بن بارنيس إلى الشرق الأوسط ليطلبوا من إيران تأخير تحرير الرهائن لغاية إنتهاء الإنتخابات لقاء وعود وتعهدات بتقديم شروط وعلاقات أفضل بعد نجاح رونالد ريغان .
يقول بارنيس إنه غادر مع كونيللي منذ ٤٣ عاما إلى عاصمة شرق أوسطية واجتمعا مع حكام ذلك البلد وأبلغا رسالة إلى المسؤولين في إيران لتأخير تحرير الرهائن لقاء وعود بضمان علاقات أفضل مما يعد كارتر .
لدى عودة كونيللي وبارنيس إلى الولايات المتحدة إجتمعا بالسياسي ويليام كيسي مدير حملة إنتخابات ريغان وأبلغاه نجاح المهمة ؛ وفشل كارتر فيما بعد بتجديد ولايته ونجح ريغان .
بعد نجاح ريغان تسلم ويليام كيسي إدارة المخابرات العامة وكونيللي تسلم وزارة الدفاع أما بارنيس تسلم مركز حاكم تكساس الذي ساعد جورج بوش الإبن على الإلتحاق بالحرس الوطني الجوي في ولاية تكساس بدلا من أن يخدم في الجيش الأميركي المحارب في فييتنام .
يقول بارنيس وقد بلغ الخامسة والثمانين من العمر إنه حان وقت توضيح ما جرى في إنتخابات كارتر-ريغان والرئيس كارتر في أيامه الأخيرة وأشعر برغبة حقيقية لشرح الأمور كما هي لإراحة ضميري .