بقلم: ماريان فهيم
ما بين الموافقة الشعبية والرفض سافر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى المانيا -القوى الاقتصادية رقم واحد فى اوربا وثالث مصدر للسياحه الى مصر- وما بين التهويل والتهويين تناقلت وسائل الاعلام محطات الزيارة وكلاهما ليس هو الواقع فشخصية السيسي لم تأثر قلب ميركل والمانيا لم ترفع الراية البيضاء لمصر وفي الوقت ذاته لم يكن السيسي بالضيف الثقيل ولم تكن زيارته بالفاشلة كما يروج البعض
وبدأت وانتهت الزيارة وكل فريق يتمسك بوجهة نظره الاعلام الألماني ما زال ضد السيسي جملة و تفصيلا ولذلك دعا السيسي لتخصيص وزارتين جديدتين للمصريين في الخارج وللمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمانيا لن تتراجع عن تأييد الاخوان وظهر ذلك جاليا في كلمة ميركل التي علقت فيهاعلى احكام الاعدام التي تصدر في مصر لان ما تحركها هي المصالح ..وفي اعتقادي ان وجهة النظر هذه لن تتغيير الى ان تلدغهم الحية في عقر دارهم فيقولوا “ ان الله حق”
ونجاح الزيارة او فشلها لن يجعل المصريين يتراجعون عن تأييدهم لرئيسهم فهم يدركون انه رجل ذكي لبق قوي وطني محترم لديه ثقة بنفسه يثق فى قدراته على قيادة مصر إلى الاستقرار والديمقراطيةوانه لا يخشي الا على مصر وانه رجل حرب يعشق المواجهه والدخول للخصم فى عقر داره
وان كان الوفد الشعبي المرافق للسيد الرئيس لم يحقق شئ سوى انه قال للغرب ان مصر ليست سلفية او اخوانية ولا ترتدي الخمار و النقاب فهو حقق بذلك كل شئ وحقا كما قال احد الاصدقاء “مصر اسدلت شعرها على كتفيها”
وجيد ان يكون العظة التي خرج بها من الزيارة انه لن يستطيع ان يرضي العالم أجمع ولكن لابد ان ينتبه الى نقد الاخرين ويحوله الى نقد بناء فمثلا عليه ان يعترف اننا لدينا تجاوزات وتحتاج وقت لعلاجها ،وعليه ان يتأكد ان من حوله هم رجال مخلصين محترفين أقوياء لا يخافون الا الله،وعلي الادارة المصرية ان تضمن لرجل الشارع ان يشعر بتغيير ملحوظ خلال الثلاث سنوات القادمة
وعلى المصريين ان يدركون ان تماسكهم وقوتهم واعتمادهم على ذاتهم ومحاربتهم للارهاب واستمرار زعامتهم للمنطقة العربية هو الشئ الوحيد الذي سيفرض على الغرب ان يعيدوا حساباتهم وان يضعوا قوتنا نصب أعينهم