بقلم : خالد بنيصغي
صورة قاتمة ترسمها وأنت تدخل المستشفيات العمومية المغربية بشكل لافت و سريع، لن تصدق نفسك إن كنت فعلا دخلت مستشفى يداوي المرضى أم يعمق جراحهم وأمراضهم؟؟ لن يتطلب منك الأمر وقتاً طويلاً لكي تتذمَّر وتنفعل ، ثم تبكي بحرقة وألم على الحقوق الضائعة للمواطن المغربي ، حجرات المرضى تثير القيء والغثيان ، تكدس المرضى حيث يصل عددهم في الحجرة الواحدة إلى ثمان أو عشر أَسِرَّة في منظر يدعو إلى الدهشة والشفقة ، مع غياب شبه تام للأدوية والتي يشتريها أغلب المرضى لعدم توفرها بالمستشفى، وهنا أتحدث عن مستشفى محمد الخامس بمكناس ، وحَدِّثْ ولا حرج في معظم المستشفيات المغربية في المدن الأخرى ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وكأنك لا ترى أي علامة على وجود طاقم طبي ، نعم بالتأكيد هناك أطبة وممرضين وإداريين ، ولكنك أنت من تدخل المستشفى لا ترى ممرض أو ممرضة إلا بعد وقت ليس بالقصير ، أما أَسِرَّةُ المرضى فهي مرقمة بقلم جاف أسود من نوع ( بيك )؟؟.. قلت في نفسي ألم ير مدير المستشفى هذا العبث ؟؟ أم أن المستشفى بدون إدارة وبدون مراقبة وبدون وزارة ؟؟ ألم يكن من الأجدر أن تكون هناك على الأقل ملصقات تحمل أرقاماً بدل هذا المنظر المخجل لمغرب التحديات ؟؟ الأمر لن يتطلب إلا بعض الدُّرَيْهِمَات للمستشفى الأساسي والضروري لمدينة مكناس ونواحيها والتي تفوق الآن ساكنتها المليون نسمة ؟؟ ما هذا العبث ؟؟ هل المغرب عاجز إلى هذا الحد ؟؟ الجواب : طبعا لا .. فكفى من تطاحن الأحزاب السياسة بين حكومة مغلوبة ومعارضة تشُلُّ جل القطاعات بموظفيها ومُدَرائها في جل القطاعات تقريبا ، كفانا ” لوبيات ” دَكُّوا الأرض المحروثة من أجل مصالحهم الشخصية وعلى حساب الوطن ، كفانا سوء التدبير واختلاس أموال الشعب ؟؟ كفانا مهرجانات الفسق والعري والمجون ؟؟ ولننظر إلى كرامة المواطن المغربي الذي له الحق وكل الحق أن يعيش هذه الكرامة التي نزعت منه ؟؟ كفى فاليوم دنيا وغدا حساب عسير أمام الله عز وجل .
أردت سحب مبلغ من حسابي في الخارج باعتباري مواطن مغربي من الجالية المغربية كما يحلو لهم تسميتُنا بذلك ، فإذا بالشباك الآلي يخبرني كتابيا وقبل تنفيد العملة أنه سيتم اقتطاع مبلغ 30 درهما ( ما يزيد عن 4 دولار كندي ) والأسوأ أن المبلغ الأقصى للسحب قليل ولا يفي بالغرض ، مما يتطلب أن تكرر العملية حتى أربع أو خمس مرات ؟؟ أَلْغَيْتُ العملية ودخلت البنك لأستفسر عن الأمر الجديد ، لكنني لم أجد أي جواب مقنع سوى نظرات تائهة والمطالبة بتهدئة الزبائن ؟؟
سألت المديرة إن كان لابد أن يربح البنك في عملية البيع وبالثمن الذي يحدده هو ؟؟ ثم يأخذ مبلغا آخر على خدمة سيئة للغاية ؟؟ بل وفيها غش للزبائن ، لأنه كان المبلغ من قبل مضاعفاً عند السحب ، ليصير إلى النصف وذلك فقط للاقتطاع في كل سحب مقابل مبلغ هزيل ؟؟ ثم سألت المديرة إن كانت تستطيع أن تعدد لي الخدمات البنكية التي يقدمها لنا هذا البنك ؟؟ بل ولو خدمة واحدة ؟؟ لم أر جوابا منها لأنه وبالفعل أغلب الزباائن لا يستفيدون أي شيء، فكل الخدمات مؤدى عنها بمقابل مرتفع ومبالغ فيه ؟؟ ولا يقدم البنك أي خدمة تحسب له . وإذا أردت شراء سيارة مثلا أو منزلاً ، فإنهم يعترضون طلبك بكل وسائل التعجيز، فقط يُلَبُّون طلبك إذا كان قرضاً رِبَوياً ؟؟ مع العلم أنهم يُرَوِّجُون للقروض التشاركية (الإسلامية) والغريب في الأمر أن هناك كساد اقتصادي في قطاع العقار لا يمكن حله إلا في ظل القروض التشاركية ، ولا يصح إلا الصحيح .. دمتم بود