بقلم : ﭽاكلين جرجس
العالم يعيش في سياق ﭽيوسياسي صعب و قلق اقتصادى كبير لأغلب دول العالم و لا تمثل فيه قضية التغير المناخي أولوية كبرى وتجرى مكافحته ببطء شديد، بالرغم من ذلك ستترأس مصر قمة المناخ “كوب 27” “لمواجهة الواقع” على أمل بتحقيق نتائج أفضل؛حيث تهدد الأزمات المناخية والبيئية بقاء البشرية الآن وفي المستقبل ،لذلك يجب علينا القيام بدورنا للتخفيف من بصمتنا الكربونية ، لأن التغيرات البيئية حتما ستؤدى إلى إعاقة فرص البقاء والتعافي للأشخاص المتضررين من الكوارث، وربما تزيد من مخاطر الكوارث في المستقبل، وتعطيل التنمية المستدامة، و نحن فى وضع العد التنازلى للمؤتمر نأمل الالتزام السياسي من كل الدول المشاركة تجاه حل أزمة التغير المناخي والتحوّل المتفق عليه على أعلى مستوى، و عدم التراجع أو الحياد عن الالتزامات التي تم التعهد بها في القمم السابقة ،سيعقد المؤتمرفي شرم الشيخ نوفمبر القادم ؛ لكن بعد قمة المناخ الأخيرة في جلاسكو حيث تعهدت الدول بتعزيز طموحاتها المناخية، لكن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسببت في أزمات طاقة وغذاء عالمية،بالإضافة إلى التوترات بين أمريكا و الصين ، حينها بدأ يتلاشى الأمل في الحفاظ على الزخم للعمل المناخي .
لذلك يعتبر أعضاء الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أزمة المناخ واحدة من أكبر التهديدات الإنسانية التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم فقدمت دعوات للحكومات لتحثهم على التركيز على الأشخاص الأكثر ضعفاً والأماكن الأقل قدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، زيادة التمويل للتكيّف والمرونة بقيادة محلية، وتحقيق التوازن المتفق عليه من خلال تخفيف التداعيات، ودعم الجمعيات الوطنية والجهات الفاعلة المحلية الأخرى للوصول إلى التمويل المتعلّق بالمناخ و تعزيز الترابط بين المقاربات الإنسانية والإنمائية والبيئية والمناخية من خلال دمج إدارة المخاطر لبناء القدرة على التكيّف مع المناخ، وتعزيز قوانين وسياسات الكوارث والمناخ، وترجمة الإلتزامات العالمية إلى إجراءات عملية على المستويين الوطني والمحلي من خلال إتاحة المزيد من الإجراءات المبكرة للحدّ من آثار الصدمات والضغوط المناخية السريعة والبطيئة وتعزيز الإستدامة البيئية في القطاع الإنساني من خلال حماية البيئة، وتقليل الإنبعاثات الناتجة عن سير العمليات الإنسانية.
بالرغم من كله هذه الضغوط نجد مصر تقود ملف الاقتصاد الأخضر لنقله للقارة الافريقية و دعم مبادرة “ أفريقيا خضراء” خاصة أنها القارة الأكثر تأثرًا بتغيرات المناخ ؛ من خلال دمج مشاريع المياه للربط بين افريقيا وبعضها في كافة القطاعات والتوزيع العادل للمياه وإتاحة فرص عمل في المجالات التى ستطلقها المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، حيث تركز الدولة على تنفيذ وتطبيق مشروعات على أرض الواقع في إطار استعداد مصر لاستضافة COP 27 تلك المشروعات هدفها أن تحافظ على التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية والتي تساعد على التكيف مع تغيرات المناخ وطبقا لتعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الوظائف الخضراء هى وظائف مرتبطة بالعمل فى الزراعة والتصنيع والبحث العلمى و تسهم بشكل كبير فى حفظ أو استعادة الجودة البيئية وتحقيق الاستدامة بجوانبها المتكاملة و العمل على جعل عمليات إنتاج المؤسسات أكثر صداقة للبيئة، و استخدم الموارد طبيعية بشكل أقل .
بالفعل هى مبادرة هامة تستحق الإشادة بها لأنها تسعى لتحقيق عملية التنمية المستدامة ؛لكن علينا ألا نغفل عن مناقشة البُعد الصحى و إيجاد حلول لتأثير تغير المُناخ على صحة الإنسان حيث يتوقع أن يسبب تغير المناخ ارتفاع نسبة الوفاة بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.، خاصة أن درجات الحرارة المرتفعة تساهم في العديد من الامراض، منها زيادة أمراض القلب والرئة والشرايين، إلى جانب الأمراض المعدية، مصاعب الحمل والولادة، الجفاف ومشاكل في الكلى، الأمراض الجلدية، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض العصبية، الصحة العقلية، والتغذية ؛لذلك أرى أن تدرج وزارة الصحة ضمن الوزارات المعنية بالمشروعات الخضراء التى تتبناها الدولة على أن يتم إدراج خطة طبية و صحية متكاملة للعمل على الحد من الإصابة بالأمراض المرتبطة بتغيير المنُاخ خاصة أن المبادرة نموذجا رائدا يمكن الاستفادة منه عالميا فى تنظيم قمم المناخ القادمة بإذن الله .