بقلم: تيماء الجيوش
يوم خاص للاحتفال بالفتيات الصغيرات .
احتفلت كندا و هي تتقدم العديد من الدول باليوم العالمي للفتاة و هو ما كان تم اعتماده في البرلمان الكندي و من ثم قدمته كندا كاقتراحٍ تبنته و اعتمدته الامم المتحدة سابقاً من تخصيص يومٍ في العام ألا و هو الحادي عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأو ل و للذكر فان أول يوم عالمي للفتاة تم الاحتفاء به كان في تشرين اول 2012. ، و برأيي المجتمع الدولي آنذاك من حيث وجوب تخصيص هذا الْيَوْمَ ان حماية حقوق الفتيات هي من الأولويات الأساسية اذا أردنا ان نعمل اكثر من أجل حمايتهن القانونية و الاجتماعية و الاقتصادية وفقاً لمعايير حقوق الانسان في ظل تحدياتٍ عديدة تعيق الفتيات و تبرز مترافقة مع تطور المجتمعات وتزايد الفقر على سبيل المثال و بالتالي فان توفير مستقبلٍ مختلفٍ و واعدٍ لهن أي الفتيات هو حاجة و زِد على ما يوازيه اهميةً و يتقدم على ما سبق ، رفع سوية الوعي حول المساواة و الجندر Gender Equality و التي تمر بها النساء و بديهياً التي تواجهها الفتيات في سنهن على صغره في جميع أنحاء العالم و على أساس الجندر او بمعنى أصح جنسهن . تجارب النساء و الفتيات أبرزت تمييزاً لا جدال فيه ضدهن في الحقوق الاساسية بما تشمله الحق في التعليم، والصحة و العمل و الحقوق القانونية التي نجد ابرز خروقاتها في ارتكاب جرائم الشرف التي تصعق الضمائر و صور زواج الأطفال او الزواج المبكر للفتيات الذي كان صرخة في وجه المجتمع الدولي خاصة في النزاعات المسلحة و لا سيما عندما نال من نسبة كبيرة من الفتيات السوريات و العراقيات على سبيل المثال و بالإضافة لتوفر القبول او الرضا التام والحماية من التمييز
والعنف Violence against women ، والحق في الزواج بعد القبول و في سنٍ تتوفر فيه النضوج و الحد الأدنى من الأهلية القانونية في عقود الزواج فكان لا بد من يتم الالتفات الى الفتيات و ما يعانين منه في المجتمعات المختلفة من تمييز.
و امتدت اثار هذا التمييز امتدت لتقتطف من أعمارهن و تزيد من نسبة وفيات الفتيات كنتيجة مباشرة للعنف في ظل السلم او النزاع المسلح من اغتصاب و تحرش جنسي و حملٍ مبكّر الى اخر القائمة. و يزداد الفهم لإبعاد هذه المسألة ان علمنا ان عدد الفتيات في العالم هو ستمائة مليون فتاة و ٩٠٪ منهن في الدول النامية.
كما دعم هذا التوجه بروز احصائيات متعددة متواترة زمنياً تؤكد ان ما تتعرض له الفتيات من دونيةٍ و عنف ترتفع نسبته باضطراد ما ابرز علاقةً عكسية ما بين مدنية و تطور المجتمعات من ناحية و زيادةً في تهميش المرأة و الفتيات و ابتكار المزيد من أدوات استغلالهن و تعنيفهن من ناحية اخرى. بينما المنطق الإنساني هو ادعى الى ان يتم في ظل المدنية و التطور ان يزداد احترام حقوقهن و ان يُعمق الاستثمار الإنساني بالفتيات و العمل على تحقيق المساواة لهن و جعل الحقوق الاساسية من تعليم و عمل و تشذيبٍ للمهارات في مجتمعاتٍ آمنة و مستقرة و بعيدة عن العنف هو لُبنةً أساسية لهذا الاستثمار.
والقول ان تغيير القوانين المجحفة و التمييزية هو نقطة البدء هو امر متفق عليه نوعاً ما لأنه يُفعّل و بوتيرةٍ سريعة من أسس المساواة و يغلق الفجوات التي تنتقص من حقوق الفتيات و المرأة عموماً ناهيك عن مناصرة السياسات الجندرية التي تهدف لإنهاء التهميش و الدونية و العنف بحق المرأة و الفتيات على حدٍ سواء. لا احد ينكر ما كان من دورٍ بناء و مفصلي في التوقيع و التصديق على اتفاقية حماية حقوق الطفل CRC. لكن لا بد من مزيد من العمل . لا بد من المزيد من الجهد القانوني و المجتمعي و الثقافي. قادت الأبحاث في هذا المنحى بعضاً من المنظمات الى القول ان إيجاد مشروعات تتوجه الى شرائح الأولاد في مجتمعاتهم الام و رفع سوية وعيهم من حيث الحقوق و المساواة هي ضرورة وضمن اطارٍ من التنسيق سيقود هذا الامر الى التقليل من التمييز و العنف و قد يتفق الان البعض مع هذا الرأي او يختلف معه لكن فيه من المنطق الشئ الكثير و كله ينتهي في
مصب تحقيق العدالة و جعل الفتيات ينعمن بحياة كريمة خالية من العنف . جميعنا كأفراد نمتلك التأثير من خلال أدوارنا من خلال اعمالنا من خلال نقاشنا و لدينا القدرة على احداث التغيير . فكيف يكون الحال ان تقدم الى الامام رجال السياسة و الدين و كل من يعمل بالشأن العام لاثارة النقاش و إقناع الحلقات الاجتماعية المختلفة بان حقوق المرأة هي جزء من حقوق الانسان و ان حقوق الفتيات هي حقوق إنسان و ان جرائم الشرف و زواج الصغيرات هي جرائم إنسانية و لا بد من تطويقها . ما الضرر ان قالوا نحن جزءاً من التغيير و لسنا ضيوفاً عليه.
يختلف العنوان من عام لآخر عند الاحتفال بعيد الفتاة و يبقى الجوهر واحداً هو احتفاء باحترام حقوق الانسان في المجتمعات كافة لا سيما الديمقراطية منها و اختم بما قالته السيدة Sophie Gregoire Trudeau هذا العام ٢٠١٨ في احتفالية يوم الفتاة:
«لكل طفل الحق بان يعامل بمساواة و لكننا نعلم بان هذا بعيد عن الواقع. حسناً نحن نرسل رسالة الى العالم بأننا لن نقبل ذلك ( أي التمييز) على انه امر عادي بعد الان». لفتياتنا الأبهى كل عامٍ و أنتن بخير.
أسبوع سعيد لكم جميعاً .