بقلم: كلودين كرمة
تراجعت الحركة السياحية في مصرلأكثر من 5 سنوات والسبب الرئيسي في ذلك هو الاضطراب الامني التي تشهده البلاد ولم ينقذ الازمة ولو بنسبة ضئيلة سوي السياحة الداخلية التي اخذت في التمدد من الشواطئ العامة الى الشواطئ الخاصة ومن المقاصد الشعبية الى القري السياحية بعد ان اضطرت الفنادق التي كانت تقتصرعلى السائح الاجنبي ان تفتح ابوابها لمن يملك حتي القليل من المال حتي لا تنهار كيانتها .
ولم يكن هذا الحل الامثل للازمة لانه زادها تفاقم ، فتقليل عدد العمالة وخفض المرتبات وندرة وجود السائح الاجنبي ادي الي سوء الخدمات التي تقدمها هذه القري والمنتجعات ، ومنها من لجأالى التنازل عن قوانينها مع المصطافين لجذب اكبر عدد منهم وهذا التساهل انشاء ازمة داخلية تعمد البعض تصعيدها وصبغها بصبغة اعلامية ، وتوجيهها لاشعالها ازمات اخري تضرب وحدة المجتمع المصري ،وهي الازمة المعروفة باسم “ المايوه الشرعي .
المشكلة بدأت حين منعت احدي السيدات من النزول في حمام السباحة الخاص بالفندق لارتدائها ما يسمي بالمايوه الشرعي ، واخذ البعض في تصعيد القضية على انها حرب الشواطئ على المحجبات فيما اتخذها اخرون فرصة للهجوم على الحجاب كزي ديني ،وتطرقنا للمصطلحات الرنانة كعنصرية البسين وثورة المحجبات بسبب الاضطهاد وصراع العلمانيين والدينيين في مصر وغيرها من المسميات.
في حين ان السبب الحقيقي للازمة يتمركز في فرض ثقافة الشخص على الاخرين وعدم احترام الحرية الشخصية ، فقد كانت الاسكندريه في الثمانيات مدينه سياحيه راقية من الطراز الاول كان المايو هو الزي الرسمي لنزول البحر وبمرور الوقت بدأ المايوه الشرعي في الظهور وكانت تحاوطه نظرات التعجب لان من يرتديه كانوا قلة الا ان هذا العدد الضئيل اخذ في الانتشار حتي وصل الى حد الاكتساح خاصة مع توازي ذلك مع اضطهاد اصحاب المايوه الطبيعي الذين اكتفوابالرحيل الى شواطئ أبعد ، حتي انقرض نهائيا ليس في الاسكندرية وحسب بل وفي جميع الاماكن الساحلية الشعبية.
وانتهي المطاف الى ان وصل هذا الزي الى شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي والعين السخنة وشوه منظرها الجمالي وخاصة ان مصطلح “ مايوه شرعي” بات يضم “ الجلاليب” والملابس الداخلية واخذ في الانتشار من قرية الى اخري ومن لا يرضخ لرغبتهم في فرض ثقافتهم بالقوة رغما عن قوانين القري يتم شن حملة شنعاء عليه لتشويه صورته .
وان كانوا يحاولون اظهار صورة مصر امام العالم على انها الحجاب والنقاب فيجب ان ننتبه لذلك حتي لا يصبح هذا هو الزي الرسمي للسباحة في مصر والا تحولت قرى ومنتجعات هذه المناطق السياحية لنموذج شواطىء الاسكندرية بعد موسم او اثنين على الاكثر واذا لم نتحرك سيطالبون بتحريم الخمور والتضييق علي الحريات الشخصيه، فنحن بتساهلنا وتغاضينا وخوفنا من الصوت العالي سنضيع مصر الجميلة المدنية المتحضرة أمام الجهل والتخلف .