شعر: جاسم نعمة مصاول
أيتها النورسُ
أسيرُ إليكِ
على أنغامٍ هاربةٍ من قيثاري
تسللتُ إلى مَمْلَكَتِكِ
من أرضٍ ممنوعةٍ
مملوءةٍ بالأخطاءِ
مُسَوَّرةٍ بأشواكِ الصبارِ
قلبي خارجَ حدودي
مرعوباً من المجهولِ
وارتباكةِ الكونِ
أرتعشُ خوفاً
بكيتُ على مدني المنكوبةِ
أرقصُ على جسدِ الموتِ
أيتها النورسُ
أتدرينَ أنَّ الرقصَ على أخطائي
يُنهِكُ روحي
يُذبِلُ أزهارَ حديقتي
أعبرُ الى ضفتكِ
يجمعني معكِ مدى الكون
يدخلُ أعماقَ ذاكرَتِنا
يمرُ بي الطوفانُ
تتشظى قبلاتي
على شفاهِ غجريةٍ
كنتُ أحلمُ بها في فوضايَ
أيُّ مطرٍ يخجلُ منكِ
وأنتِ هواءٌ استنشِقُكِ
وندى يبلّـلُ شفاهِي
كنتُ متشرداً في حاناتِ الغربةِ
أبحثُ عن صورةِ امرأةٍ
كانت تسكنُ صدري
أسْمَعَتْنِيْ قصائدَها
أسكرني عباراتُ الحبِ
وسحرُ شفتيها
كيفَ أفتشُ عن أسرارٍ
وذاكرتي مهجورةٌ
وشهيقي أسفرَ عن ضوءٍ
وسط الظلمةِ
أيتها النورسُ
أتدرينَ أنَّ عاصفةَ الحبِ
مزقتْ خيامَ السُحبِ
أجَّلتْ رحيلَنَا الى الضفةِ الأخرى
تناثرتْ أحلامُنا
في سيمفونيةِ المطرِ
فتحتْ أحزاناً متشابهةً
كانتْ مقفلةً في شوارعِ الغربةِ
تطاردني تلكَ الاشباحُ
المختبئةُ في الخيولِ الجامحةِ
كي أعتذرَ من فرحي النابضِ من قلبي
عن أيامٍ مزيفةٍ
وأقفالٍ صدئةٍ
لم تفتحْ بابَ الاملِ
أعترفُ لكِ
أنتِ حلمٌ ونسمةٌ
لن يتكررَ في كل عصرٍ
وطقوسٌ سحريةٌ يمارسُها القديسونَ
عند غرقِ النشوةِ
في منتصفِ الليلِ
ومتاهاتِ القمرِ … ورحيلِ المطرِ ،،،،،