بقلم: فرج ميخائيل
مازال المصريون من الأقباط المسيحيين في بعض القرى المصرية يعيشون في حالة من الهلع خوفاً من خروج إشاعة من هنا أو هناك تنتهي بالاعتداء على أرواحهم وممتلكاتهم وكنائسهم من بعض الغواغاء من المتطرفين والجهلاء المقيمين في هذه القرى، مثلما حدث في قرية “الكرم” في مركز أبو قرقاص في المنيا مؤخراً ضد السيدة سعاد ثابت البالغة من العمر 70 عاماً، التي تعرضت لاعتداء آثم من البعض بعد سحلها وتعريتها بالكامل من ملابسها بسبب إطلاق شائعة كاذبة عن وجود علاقة آثمة تجمع بين ابنها وسيدة مسلمة في القرية.
وعندما يقوم 300 شخصاً من أبناء القرية بحرق 7 منازل للأقباط وسط تقصير أمني معتاد، غير قادر على حماية أرواحهم وممتلكاتهم كما جاء وذكر في بيان مطرانية المنيا، يكون الموقف جد خطير ويحتاج لوقفة جادة من الرئيس تجاه قوات الأمن ومحافظ المنيا ، لأنه لا يجوز ولا يعقل التمييز بين المواطنين على حساب الدين أو العرق أو خلافه في دولة تتكلم عن وجود دستور ينظم لحياة عادلة مستقرة لجميع أبناء الوطن.
وأنا لا أريد الدخول هنا في تفاصيل الحادث الذي يعكس بوضوح غياب روح الرجولة والشهامة عن الكثيرين من أبناء هذه القرية، ويؤكد على ضياع القيم النبيلة والأخلاق الحميدة التي عرف بها أبناء هذا الوطن عبر تاريخه.
ولكن أحب أن أتوجه للرئيس عبد الفتاح السيسي بالشكر لتدخله وتوجيهاته المباشرة للمؤسسات الرسمية للدولة بالقبض على كل من قام بهذا العمل الدنيئ لحسابه بما يرد الاعتبار لهذه السيدة المسنة وكل من تضرر من وراء هذه الأحداث مع تعويضهم بالتعويض اللائق لما تعرضوا له من اضرار نفسية ومادية ومعنوية، لأن ما حدث يمس الأمن القومي المصري ويهدده، وحتى نقطع الطريق على كل من تسول له نفسه اللعب على وتيرة الوحدة الوطنية للنيل منها والنيل من مصر أولا وأخيراً!
وتحيا مصر!!