شعر : خالد بنيصغي
تكتبين وتمحين العبارة من الكلام
أتراها كانت تفيد قطعة من الغرام
أم هي منك عبارة بريئة والسلام
أشتاق أن أرى منك العتاب والملام
وأرى العبارة محررة في هذا المقام
تبحث عن مكان في القلب بالوئام
تعشقه حبلى بالمشاعر على الدوام
اكتبي سطرا مغايراً لما يكتبه الأنام
إني رجل أعشق القمر في أبهى التمام
ينير ليالي العاشقين في حلكة الظلام
ويمشي مسافرا بين ثنايا السماء والغمام
أعشق الطير في الحقل تطير والحمام
بأجنحة العِنان كما المتًيّمُ في الهيام
لا يخشى الغرق إن كان الوُدُّ هو الوسام
لا تغضبي إن كنتِ لا تجدين لديًّ الجواب
فأحياناَ يتيهُ الجوابُ في حضن السراب
وانفعلي إن كانت الرؤية يحجبها الضباب
وسجلي لديْك في كل صفحات الكتاب
أن المقام لا يتسع لعاشق في الشباب
يطوي المسافات ويرثي الطلل والخراب
أو يسابق المحال والخيال والعُجاب
كي يرى طيْفاً في الحلم يأتيه من كل باب
إني أرى في عينيْكِ الملامة والعتاب
ولكن دعيني أجرب التيه فيك دون حساب
ودون أن تضعي القيود في المعصم والرقاب
وكوني كما أشتاق أن أراك في كل رحاب
خرافية الحُسْنِ بين المكان والجمال والثياب
لذكرك رسم ولذكراك أشكال وألوان
فاذكريني بطيفها بالحب والإحسان
واجعليها تطول في الأماكن والأزمان
وابتكري لها قسراً مكانا في الأوطان
لا تقولي يضيق القلبُ في الوجدان
فالبحر لا يفرغ سيدتي من المرجان
فأنت المليكة في حضرة السلطان
وأنت السكينة والحسن والود والأمان
وأنت من أهديها الدالية وزَهْرَ الرمان
وأهديها الورد والياسمين والريحان