بقلم: خالد بكداش
تتغنى الكثير من جمعيات و منظمات المجتمع المدني في أوروبا و أمريكا بدفاعها عن منظومة حقوق الإنسان … الإنسان الذي يمثل القيمة الأكبر في شعاراتهم و خطاباتهم و لقاءاتهم التلفزيونية .
الحقيقة و بعد أن استطعت أن أقترب أكثر من بعض هذه الجمعيات و المنظمات وجدت أن الإنسان لا قيمة له فيها .. فهي تتحدث و تدافع عن إنسان لا وجود له في كرتنا الأرضية ، و السبب أن هذه الجمعيات تستند على كتاب « المدينة الفاضلة « لـ أفلاطون.
الإنسان يا سادة يا كرام سلعة غالية الثمن يتم المتاجرة بها من قبل الحكومات و الجمعيات و المنظمات في جميع أنحاء العالم ..
نحن نقر و نعترف بأن الإنسان في دول أوروبا يحصل على جزء أكبر من حقوقه عن الإنسان في دول الشرق الأوسط و ذلك بسبب نظام العدالة و الديمقراطية الذي يحمي الحقوق و الواجبات التي من شأنها أن تنظم الحقوق التي واجب على الجميع تنفيذها و أيضاً تمنح الحقوق لكل أصحابها .. قد لا تكون بالشكل المطلوب لكنها كافية لتجعل من معيار الإنسانية في دول أوروبا أعلى بكثير من معيار الإنسانية في دول الشرق الأوسط و أفريقيا .. مع العلم أن دول الشرق الأوسط و دول أفريقيا أغنى بكثير من الدول الأوروبية .. و أقصد بكلمة أغنى هنا ، أي أن دول الشرق الأوسط تتمتع بموارد طبيعية و خيرات كثيرة قد لا تصل دول أوروبا لامتلاك جزء قليل منها و ذلك لأسباب كثيرة .
المعضلة هنا أنه و رغم ضعف الموارد الطبيعية في دول أوروبا إلا أنها استطاعت أن تتفوق على دول الشرق الأوسط الغنية و ترفع متوسط مستوى دخل الفرد إلى أكثر من ألف يورو شهريا / علماً أن متوسط دخل الفرد في دول الشرق الأوسط لا يتعدى حاجز الـ 200 دولار فقط .
الفرق هنا في توظيف الموارد و دعم الاقتصاد الداخلي لهذه الدول ، أما المشكلة عندنا فنجد أن الفساد و السرقات التي تطال القطاع الحكومي يعطي فرصة العيش بعدالة و ديمقراطية فقط للدائرة الأولى المقربة من سندان السلطة .
قلنا و سنقول أن حكوماتنا العربية تسرقنا و تسرق خيرات بلداننا و يجعلوننا نعيش حالة الحرب الدائمة مع العدو المجهول .
لكن و للأسف ليس هناك من مجال للعودة للخلف .. و سيبقى الوضع على ما هو عليه و ستبقى مظلة حقوق الإنسان تسرب المياه على الشعب العربي و لن تكون أبداً المظلة التي تحميه .
لك الله أيها الشعب العربي .