بقلم: كنده الجيوش
تقع الانتخابات العامة في كيبك في عطلة نهاية هذا الأسبوع. وبينما لا أريد الدخول في تفاصيل الانتخابات والأحزاب، أود طرق موضوع يساعدنا في خياراتنا ورؤية المواضيع من زوايا مختلفة.
الموضوع يتعلق بالخصوصية الثقافية لأي بلد وليس بالضرورة كندا أو كيبك… ونحن نرى اليوم صعود تيارات اليمين في أوروبا وأمريكا على حد سواء. و بعيداً عن البرنامج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتعليمي و.. و.. و … لأنها أيضا مواضيع رئيسية مهمة وهي الجزء الأساسي بمن سننتخب ولكنها ليست الفكرة التي ابحثها في مقال اليوم.
كل بلد له وجه ثقافي وتاريخي جميل يحب الحفاظ عليه وتعمل بعض المجتمعات هذه الأيام — وحتى في السابق — على الحفاظ على الكثير من صفاتها وثقافاتها وتاريخها وسياساتها وخصائصها وبيئاتها الاجتماعية والفن والجغرافيا والعلاقات المجاورة والكثير من الأشياء الأخرى التي تفخر بها.
وهو أمر ليس حكر على مجتمع أو آخر ونرى أحيانا حروبا عبر الانترنت تقوم حول أصل تعبير ما أو أغنية تراثية مشتركة في بعض المناطق .. لا وبل تصل الى وصفات الطبخ أحيانا !
وأنواع الحماية هذه بعضها رسمي مثل تسجيل منظمات دولية ثقافية متخصصة لكل ما يتطلب الحماية وأحيانا تكون الأحزاب السياسة هي من يسعى للحفاظ على بعض هذه الخصوصيات المتنوعة و منها اللغة والتاريخ والأدب والتعليم. وهذا منتشر سواء لدينا في الدول العربية أو في الغرب.
وفي بعض الدول الغربية يصبح الموضوع النبيل والمهم هذا حساسا أكثر ويفتح أحيانا بابا للعنصرية — وان كان بحسن نية والحفاظ على ما هو جميل ومميز وفي صلب الشخصية الوطنية.
واعتقد أن الكثير منا هاجر إلى الغرب محبة بالثقافة السائدة والوطنية.. وان التطوير ممكن دوما على شرط البناء علي ما هو إيجابي وجميل وليس تدميره.
ولكن أيضا موضوع الخصوصية الثقافية يطرح مسالة مهمة لا يمكن تجاهلها تتعلق بالاندماج، إذ لا يمكن لنا أو أي أقلية أو جالية أن نعارض شيئ …يمكن … له الانتقاص من حقوقنا دون أن نراعى ونوازن حقوق الجماعة والأغلبية في بقعة ما من الأرض.
أي يجب أن يكون الحفاظ على حقوق الجميع سواسية ودون استفزاز أو انتقاص. وان احتضننا المجتمع وأصبحنا أبناءه ونحن أقلية فيجب أن نضع يدنا بيد من يريد البناء الإيجابي ونبني معا بينما نحافظ على كل ماهو جميل.
وللتأكيد هناك مقولة جميلة عن الاعتدال في كندا وكيبك — رغم بعض الاستثناءات القليلة ولا ننكرها — بان الأحزاب متقاربة وتتراوح حول الوسط إذا ما قارناها بالأحزاب في أوروبا أو أمريكا هذه الأيام وتوجهها نحو اليمين.
بلدنا كندا جميل وخصوصيته أغنى بتنوعها ويمكن ان يبقى وطنا جميلاً بكل خصوصياته بحكمة الجميع.