بقلم: فريد زمكحل
تأسفت كثيراً لما تعَّرض له بعض الأبرياء من ضحايا العمل الإرهابي الخسيس التي تعرضت له مدينة تورنتو الكندية، يوم الأحد 22 يوليو/ تموز الجاري، وأودى بحياة شابة صغيرة وطفلة لم تتجاوز سن العاشرة، بالإضافة لسقوط 13 جريحاً جراء إطلاق أعيرة نارية من رجل مسلح يُدعى فيصل حسين، وهو من ساكني المدينة، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وذلك وفقاً لما جاء ونشر في جريدة L’Orient le jour الكندية، رغم محاولات حكومة ترودو المؤسفة للتعتيم على الموضوع ووصف مرتكب الحادث بالمخبول كالعادة «رغم صدور بيان داعشي الهوية يؤكد مسئولية التنظيم عنه»، رافضا الاعتراف بفشله الذريع في معالجة الايدلوجيات المتطرفة التي تتبناها بعض الجماعات الاسلامية التابعة لبعض التنظيمات الإرهابية الراديكالية التي تستقبل أعضائها الحكومة الكندية على أراضيها بالترحاب وتؤمن لهم سبل العيش الكريم والتنقل بحرية بين مُدنها لاستهداف الأبرياء من المواطنين الكنديين الكفار، في الوقت التي تقوم بمطاردتهم والقبض عليهم بعض الأنظمة والحكومات العربية التي يصفونها بالديكتاتورية والاستبدادية على الرغم من أنها أنظمة إسلامية معتدلة بالمقارنة لمعتقدات هؤلاء الأصوليين المتطرفين والتي أكدت الصحيفة المذكورة ضمن مقالها بأنهم قاموا بالعديد من العمليات الإرهابية في مدينة تورنتو منذ الأول من يناير وحتى 14 يوليو/ تموز 2018 وأودت بحياة أكثر من 27 شخصاً مقابل 17 قتيلاً طيلة عام 2017 ، مثلما جاءا وذكر في العديد من التصريحات الرسمية الكندية، مما يؤكد تنامي حوادث العنف في الآونة الأخيرة ما دفع إدارة الشرطة في تورنتو للإعلان عن عزمها على تعزيز الوضع الأمني بالمدينة بضم 200 عنصراً إضافياً جديداً لصفوفها لمواجهة هذه الظاهرة الغريبة على المجتمعات الكندية… التي دفعت الجار الأمريكي لفرض المزيد من القيود على الكنديين من أصول عربية الراغبين في الدخول لأراضيها مع تشديد الإجراءات الأمنية على كافة الحدود بين البلدين وفي الموانئ والمطارات الأمريكية … والذي ومع كل ذلك يرفض السيد ترودو وأعضاء حكومته الاستماع إليها والتعامل معها بصورة واقعية حاسمة وحازمة للعمل على تفادي نتائجها المؤسفة من خلال مراقبتها لبعض الشيوخ من المشتبه انتمائهم لبعض هذه الجماعات الأصولية مراقبة جادة لتحليل خطبهم الدينية التي يؤكدون فيها يوماً بعد يوم على تكفير المجتمعات التي يقيمون فيها وتعزيز هذه الفكرة في عقول بعض شباب المسلمين من خلال ترديد بعض الجمل والعبارات العنصرية، ومنها وعلى سبيل الحصر «نحن خير أمة أُخرجت للناس» وهو ما يعني إزدراء جميع الأديان وجميع الأمم التي لا تنطق بالشهادتين، الأمر الذي من شأنه تقسيم المجتمع وسهولة زرع الفتن بين أبنائه على اختلاف عقائدهم وطوائفهم وانتماءاتهم…
نعم … حان الوقت للسيد ترودو ولأعضاء حكومته للاستفادة من الدرس حتى لا يصبحون شركاءاً لهذه الجماعات التي تستهدف الأبرياء من المواطنين الكنديين من جميع العقائد والطوائف، وكلامي هنا لا يستهدف الإسلام كعقيدة بقدر ما يستهدف هؤلاء الذي يسيئون للإسلام والمسلمين والعرب أجمعين، المقيمين في هذا البلد هرباً مما كانوا يتعرضون له في بلادهم من عنصرية وطائفية نجحت في تمزيق الأوطان وضربت بمفهوم المواطنة الحقيقية والصحيحة عرض الحائط.
وأؤكد هنا بأن هذه العمليات لن تتوقف إذا لم تقم حكومة السيد ترودو بتصحيح ما أفسدته من قوانين على الفور ومنها موضوع استقبالها لكل من هب ودب تحت لواء وشعار حقوق الإنسان التي تمنحها وتطبقها لصالح القتلة والمجرمين وتتجاهل تطبيقها مع الضحايا الأبرياء الذين قتلوا أو أصيبوا بأيادي هؤلاء القتلة بسبب تقصير رئيس الحكومة وأعضاء حكومته الذين يمارسون سياسة ممنهجة لتخريب السلم الاجتماعي الكندي تارة باستقبال اعضاء هذه الجماعات الإجرامية الضالة الخارجة على صحيح الدين الإسلامي وتارة بإطلاق حرية تعاطي المخدرات للجميع والتي ستؤدي لمزيد من الجرائم والمزيد من التخريب المتعمد لحاضر ومستقبل وسمعة وطننا الثاني كندا.
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد!!