بقلم: تيماء الجيوش
للمرة الثالثة يقوم أ. فريد زمكحل و أ. كندة الجيوش و أسرة الرسالة مع خالص شكري و تقديري و احترامي بمنحي هذه المساحة الكريمة للحديث اليكم ..
منذ يومين وقع حادث ارهابي في مدينة تورنتو / كندا. ذهب ضحية الحادث فتاتين الاولى طفلة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها والثانية كانت تحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر. هكذا في وضح النهار و في منطقة مدنية آمنة كل من فيها مدني/ة على اختلاف اعمارهم و اجناسهم، و لسبب او لآخر كانوا متواجدين في هذا المربع من قلب المدينة. اعلنت مسؤوليتها عن الحادث منظمة البؤس ISIS داعش.
توالت المقالات والأنباء عن الجاني و خلفيته و عن الضحايا بل وامتد الامر ليصل الى مناقشة اقتناء السلاح ومشروع لمسؤولي المدينة سيطرح قريباً لمنع الاتجار بالسلاح و حمله. .
من ينظر الى الارهاب و أسبابه أشكاله أهدافه رؤيته و كل ما نتج عنه و بشكلٍ وحشي في السنوات السابقة في اماكن مختلفة سيجد أن الارهاب جريمة منظمة يأخذ اشكالاً عدة و متنوعة و موضوعه يقع دوماً على المدنيين الآمنين. هكذا و بكل صفاقة بدون تمييز، و من يقوم بارتكابه داعش مثالاً ISIS، يحاول ان يشرعن فعله و ان يصبغه بصيغة تبرر افعاله الوحشية الموغلة في الاجرام بل و يتمادى و بشكلٍ مثيرٍ للشفقة من استخدامٍ بائسٍ للثقافة و تفسيرها بما يتوافق مع اهدافه. وهو يتجه بهذا الى الحواضن المتعبة والمثقلة بالجهل و التخلف و الفقرإن كان على الصعيد الفردي او على الصعيد الاجتماعي فيثير الغرائز و المخاوف لدى أفراد أو لدى بيئاتٍ متعبةً اساسًا غير متوازنة في ظل انظمة مستبدة و في ظل غيابٍ للوعي كم اثار دهشتنا و اشمئزازنا. و ما يلفت الانتباه هو هذا التعاون ما بين اجنحة الارهاب وفق ما تداولته وسائل الاعلام و الابحاث فهم اي منظمات الارهاب يساند بعضهم البعض يقدمون التدريب والسلاح والمال وتهيئة السبل للفرار من العدالة.
بالاضافة لاسبابٍ اخرى قام العديد من الباحثين بالتعريج عليها و شرحها و بشكلٍ حثيث خلال الاعوام الماضية، و لا مجال لذكر ذلك كله هنا لان هذا يتطلب بحثاً متكاملاً . على صعيد المنظومة الدولية قامت مجموعة من الدول للحد من الارهاب بوضع قيود موضوعية و اجرائية محترمة بذلك دور القانون و حقوق الانسان و معاييرها بدون ازدواجية النص و التطبيق وهنا اقول بكل تجرد اول من يتقدم هذه المجموعة من الدول هو كندا. لكن ماذا على صعيد الافراد؟ ما الذي يقع على عاتقنا؟ قد يقول البعض هذه موجة جارفة، هي كذلك لكن الانسان بطبعه ينبذ العنف و يتجه لما فيه خير مصالحه و مصالح محيطه الاسري و الاجتماعي ، تبدأ الخطوة الاولى من الحلقة الاسرية و الاجتماعية لتمتد بموقف واحد متجانس يناهض العنف بكل اشكاله دون اي ازدواجٍ للمعايير. ينُشئ حداً فاصلاً وواضحاً امام الارهاب و يميز المجتمع عنه وبشكلٍ لا لبس فيه او رمادية بل و بتوسيع قاعدة المعلومات الثقافية و الاجتماعية و الفهم المشترك لا سيما في المجتمعات المتنوعة عرقياً و ثقافياً. واستدرك هنا الصورة على بساطتها لكنها كانت بالغة التعبير عندما وقع الارهاب في لندن/ بريطانيا قامت نساؤها على اختلاف مشاربهم الثقافية و الاثنية و الاجتماعية بالنزول الى الشارع تشابكت الايدي بحركة تضامنية. ربما هي صورة لكنها عكست الكثير من قيم اصيلة و انسانية حضارية جميلة. آمل ان ارى ما يشابه هذه الصورة قريباً في تورنتو .
اسبوع سعيد لكم جميعاً Long live CANADA.