بقلم : سناء سراج
إن ما يحدث في الآونة الأخيرة من حالة الجدل والتردي الذي وصلنا إليه يستحق وقفه.
صداع المهرجانات وياليتها مهرجانات فنية ثقافية راقية تستحق كل هذا الجدل والمناقشات والانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام والفضائيات بهذا الشكل والكثافة، لقد تركوا مبادرة مثل صناع الأمل التي رأيناها بالصدفة على إحدى الفضائيات وهي مبادرة رائعة و راقية بكل المقاييس تلك التي تستحق الإشادة والمشاهدة بالملايين ونشرها وتكرارها على أوسع نطاق وتستحق إبراز النماذج المشرفة العظيمة التي تشعرك بضألتك أمام هذه القامات التي تُسخر حياتها وأموالها منذ سنوات لخدمة الناس والمجتمع، تتفانى في العطاء دون صخب أو شو إعلامي أو استعراض، يرسخون مبدأ التآخي والمساواة والعدالة الإجتماعية بأعمالهم النافعة لوجه الله…
ولكن هل من العدل الإعلامي والمساواة أن تثار كل هذه الضجة من اجل فيروس كورونا العصر في مصر أو ما يسمى بأغاني المهرجانات، هذا الوباء الذي تفشى حتى أصبح ليس له علاج غير البتر..
لقد وصلنا إلى حالة من التردي والتدني والانحدار والتلوث السمعي والثقافي والفني بما يكفي، والخطأ أننا لم ننتبه منذ كثير إلى هذا الوباء ولم نحاول تقنينه أو معالجته أو اتخاذ أي قرار يحد من هذه الظاهرة السيئة بكل معانيها ، عندما نجلس ونفكر كم من عظماء صنعوا التاريخ وقادوا أُمم أرسوا قواعد متنوعة من التنوير والثقافة الفن والسياسة الأدب والدين في شتى المجالات وعندما نتذكر أن هناك أسماء حُفرت حروفها من نور على مر السنين ورغم أن أجسادهم فنيت ولكن ما زالت أعمالهم باقية براقة خالدة ابد الدهر.
إذن من يستحق أن يحصد كل هذا الصخب والانتشار والأموال الطائلة التي تأتي بدون أدنى مجهود أصحاب مايسمى بأغاني المهرجانات ام عظماء العطاء الذين يتفانون من أجل رسالة سامية بل يجب علينا كمجتمع أن يحاكموا هؤلاء المرتزقة لما اقترفوه في حق المجتمع والتاريخ وتشويه القامات والعادات المصرية المتأصلة والأصيلة وما يغرسه في نفوس النشء والشباب وبعض المغيبين من تردي في الذوق الفني وخلق وترسيخ لغة غريبة وشاذة عن مفردات مجتمعنا المصري وتجريف للفن الراقي الخالد وتراث تركه عظماء، من العدل والمساواة أن يحاكموا على هذا الجرم والقرائن والأدلة متاحة وبكل سهولة يمكن للقاضي الحصول عليها..
أيضا لابد من وقفة أمام سيل البرامج والمنصات الإعلامية التي لا تراعي انها تدخل إلى بيوتنا بدون استئذان وطريقة العرض المخجلة التي يتناولها بعض المذيعين والمذيعات بفرض أشخاص تتفوه بالألفاظ البذيئة واللغة المتدنية الركيكة وتفاهة المحتوى الذي يفرض علينا وعلى أُسرنا وأولادنا مثل ما فعلته بعض المذيعات الأربعة في إحدى البرامج باستضافتها المسمى شاكوش وطلبهن أن يغني لهن بنت الجيران وقمن بالرقص والتراقص المبتذل وهو يردد جملة خمور وحشيش.. وايضا أقول للإعلامي الشهير عمرو أديب كان يجب أن تخفي مشاعرك الجارفة وتمايلك يمينا وشمالا مع بنت الجيران والا تذيع جملة خمور وحشيش في برنامجك وانت في قمة الانبساط .
فهل من وقفة، هل من أمل في إخفاء وجوه ومحتوى ردئ، هل من أمل في اختيار صائب للمذيعين والمذيعات وتدريبهم على ترسيخ القيم وترقية الذوق والحس على التثقيف واختيار الترفية المحترم الهادف ويكون المحتوى المقدم نافع.
أتمنى أن يكون هناك دور لوزارة الإعلام ودور فعال للهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام والرقابة والمسئولين أين هم..
من وجهة نظرى البسيطة الحل هو مقاطعة الإعلام بكل أشكاله ووسائله لتلك النماذج والطفيليات والفيروسات التي تسمى أغاني المهرجانات التي تهاجمنا وتصيبنا في مقتل وعدم إذاعتها أو استضافة أصحابها أو النشر عنهم ربما يكون هذا نوع من أنواع العقاب وربما تندثر أعمالهم المشينة في حق الفن والثقافة والمواطن وربما تكون وسيلة فعالة للحد من انتشارها ..
تحية للنقيب أمير الغناء الفنان هاني شاكر على القرار الجريء الذي تأخر كثيرا واتمنى انا وكثيرون ألا يتراجع عن قراره، إذا كان هناك ملايين يعجبون بهذا التردي والذوق المتدني والكلمات الهابطة فهناك أيضا ملايين يعذبون ويشعرون بالقهر عند سماع هذا التلوث السمعي والتردي في الذوق الفني.
رسالة إلى الإعلامي المميز وائل الإبراشي لقد خذلتنا عند استضافتك على المنصة الإعلامية الرسمية للدولة لشخصية مثل محمد رمضان حتى لو طرحت عليه كل الأسئلة التي تدور في رؤوسنا، هذا شرف لا يستحقه وانت أعطيته إياه .
انشروا ودعموا الإيجابيات والنماذج المشرفة استضيفوا يوميا من شاركوا في مبادرة صناع الأمل وأمثالهم من النماذج المشرفة التي ترسي قواعد الخير والحب في الله ولله.
شيدوا وكرموا شخصيات مثل الدكتور مجدي يعقوب أمير القلوب، الدكتور مجاهد مصطفى الطلاوي طبيب المساكين والغلابة، الإنسان أحمد الفلاسي وعائلته من دولة الإمارات الشقيقة، الإنسان على الغامدي من المملكة العربية السعودية، الإنسان ستيف سوسبي الصحفي الأمريكي الذي حصل على الجنسية الفلسطينية مؤسس صندوق إغاثة فلسطين، الإنسان محمد يزيك من دولة ليبيا الشقيق، عائلة ساويرس المصرية المتأصلة، الإنسان قبل الفنان أحمد حلمي النموذج الراقي لرسالة الفن الذي يجب أن يكون.
ملاحظة يشرفني أنني لم أبحث عن بنت الجيران للمدعو شاكوش ولم أشاهدها أو اسمعها كاملة إلا مقتطفات من خلال برامج تلفزيونية فرضت علينا وبالصدفة.