بقلم: سليم خليل
روز اليوسف – إسمها الحقيقي فاطمة محيي الدين اليوسف من مواليد عام ١٨٩٨ وتوفيت عام ١٩٥٨ في مصر ؛ ولدت في بيروت من عائلة تركية وتوفيت والدتها بعد ولادتها؛ كان والدها تاجرا تركها لدى عائلة مسيحية في بيروت- لبنان، اهتمت تلك العائلة برعايتها وتربيتها وأطلقت عليها إسم روز .
غادر والدها لبنان وانقطعت أخباره وتبنت العائلة اللبنانية فاطمة- روز ولم تعلمها عن أصلها وديانتها .
عندما بلغت روز العاشرة وافقت العائلة البيروتية على سفرها مع صديق للعائلة مغادرا بحرا إلى أميركا. تفاجأت روز بقرار تخلي والديها عنها بهذه السهولة لتسافر مع مجهول وغضبت جدا . بعد ذلك أعلمتها مربيتها بأنها ليست إبنة تلك العائلة التي تولت رعايتها وأن إسمها الحقيقي – فاطمة إبنة محيي الدين اليوسف من تركيا تخلى عنها وهي رضيعة بعد وفاة والدتها وهي مسلمة الميلاد . بعد معرفتها حقيقة أصلها قبلت السفر بحرا مع ذلك الغريب .
توقفت السفينة في مرفأ الإسكندرية في مصر حيث غادرت فاطمة السفينة إلى المجهول وهي بعمر عشر سنوات في مصر عاشت مع عائلة الممثل إسكندر فرح وكانت ترافقه وعائلته إلى المسرح حيث شاهدت الكثير من الفرق المسرحية واندمجت في هذه البيئة الفنية التي أحبتها . عندما بلغت الرابعة عشرة أعطاها الممثل إسكندر فرح بعض الأدوار الثانوية في التمثيليات.
إكتشفها الممثل الفنان عزيز عيد وساعدها في الانطلاق في عالم التمثيل وأخذ يعطيها أدوار بطولة ورئيسة. في عام ١٩١٢ قررت مغادرة الإسكندرية إلى القاهرة حيث انضمت إلى فرقة جورج أبيض . أخذت تتألق في التمثيل والشهرة ؛ عام ١٩٢٣ انضمت إلى فرقة الفنان الشهير يوسف وهبة حيث أصبحت نجمة مصر الأولى بعد تمثيلها الدور الرئيسي في تمثيلية “غادة الكاميليا”. بعد هذا الدور مثلت دور سيدة عجوز رفضت أشهر الممثلات في حينه تمثيله لصعوبته ولمعت فيه وأتقنته وازدادت شهرتها.
عام ١٩٢٥ حدث خلاف مع الممثل الشهير يوسف وهبة وفرقته كانت وقتها روز في أوج شهرتها!!! هنا أصبحت على مفترق الطرق !!! الاستمرار بالتمثيل يعني المشاركة بفرق تمثيلية أقل أهمية من مسرح يوسف وهبة وهذا لا يتناسب مع مركزها كممثلة أولى في مصر !!! قررت ترك المسرح لتفتتح مجلة أسبوعية فنية أطلقت عليها إسم – روز اليوسف – التي تطورت بثبات لتصبح المجلة الفنية الأولى في مصر . بعد فترة قصيرة أسست الصحيفة اليومية السياسية بإسم – روز اليوسف- أيضا التي لاقت إزدهارا مرموقا ساهم في تحريرها أكبر كتاب مصر ومنهم الكاتب نجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وعائشة عبد الرحمن.
طرح محبوها عليها السؤال : لماذا تركت المسرح وأنت أشهر ممثلة في مصر ؟ جاوبت: على الممثل أن يعتزل المسرح قبل أن يتخلى عنه المسرح !
لم تكن تتقن اللغة العربية تعلمتها من حفظ الأدوار التمثيلية في المسرح . قال عنها الأستاذ مصطفي أمين : إن روزاليوسف وهي المالكة لأكبر مجلة سياسية في الوطن العربي ؛ ومع ذلك لم تكن تعرف طريقة الكتابة وكان خطها في الكتابة شبيه بخط الأطفال الصغار؛ ولكنها كانت أديبة رائعة وقارئة كبيرة .
كانت في أكثر مقالاتها في الصحيفة اليومية تنتقد النظام وحزب الوفد الحاكم وتعرضت للسجن وإغلاق مكاتبها ومنع بائعي الصحف والمجلات من بيع منشوراتها والإفلاس نتيجة تراكم الديون . بعد خروجها من السجن قررت أن تصدر مطبوعات عديدة :- مصر الدرة – و- صدى الحق – و- دار النور – .
تزوجت روز اليوسف من محمد عبد القدوس وأنجبت منه الكاتب الشهير – إحسان عبد القدوس – ثم تزوجت من
زكي طليمات والزوج الثالث قاسم أمين .
كان لروز اليوسف دور كبير في نهضة الأدب العربي وكانت مرحلة نشاطها إمتدادا للعصر الذهبي المصري بحكم الخديوي إسماعيل الذي في عهده افتتحت قناة السويس وتم بناء أول دار للأوبرا في مصر وفي أفريقيا وظهر في تلك المرحلة عظماء الأدب والشعر والثقافة العربية.