بقلم: هيثم السباعي
عبقري مخضرم من القرنين الماضي والحاضر، غادرنا قبل أشهر في العام الماضي، إنه العالم الفذ ستيفن هوكينغ (١٩٤٢-٢٠١٨)
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن السيره الذاتية ومرض هذا العالم الأسطورة. نتحدث اليوم عن زواجه وحياته وأرائه الشخصية لنكمل حديثنا عنه في الأسابيع القادمة حول العلاقة بين العلم والفلسفة والدين والإلحاد والسياسة ومناقبه العلمية وإنجازاته.
٣. الزواج وحياته الشخصيه:
عندما كان هوكينغ طالباً في الدراسات العليا في جامعة كامبريدج استمرت علاقته بچين وايلد صديقة أخته والتي كان التقى بها قبل تشخيصه بالمرض بوقت وجيز واستمرت العلاقة بالتطور وتمت خطوبتهما في تشرين الأول/ أكتوبر عام ١٩٦٤.
قال هوكينغ في وقت لاحق أن الخطوبة أعطته “شيئاً للعيش من أجله” وتزوج الإثنان في ١٤ تموز/يوليو ١٩٦٥، ورزقا بثلاثة أولاد هم روبرت ١٩٦٧ ولوسي ١٩٧٠ وتيموثي في نيسان/أبريل ١٩٧٩.
نادراً ماتحدث هوكينغ عن مرضه وتحدياته الجسدية ولا حتى في سابقة تدور أحداثها خلال فترة خطوبته مع چين. من الطبيعي أن تقع مسؤوليات البيت والعائله على چين بسبب عجزه، متيحة له مزيداً من الوقت للتفكير بالفيزياء وبدأ في تلك الفترة طلابه بمساعدته ورعايته حسب اقتراح چين.
يعتبر هوكينغ نفسه محظوظاً بعائلة متميزة وخاصة زوجته چين، كما يعتبر قدوة بالتحدي والصبر ومقاومة المرض وإنجاز ما عجز عنه الأصحاء إلى جانب باله الطويل في مجال العلوم الفيزيائية. يتميز هوكينغ أيضاً بعمله ونشاطه في مجال الأنشطة الإجتماعية والدعوة للسلم والسلام العالمي وهو مساعد للطفولة وقرى الأطفال وشريك ابنته بتأليف القصص الخاصة بهم وشارك بالمظاهرات ضد الحرب على العراق وفي عام ٢٠١٣ أعلن عن رفضه المشاركة بمؤتمر يقام بإسرائيل.
٤. آراؤه الشخصيه:
طرح هوكينغ في عام ٢٠٠٦ سؤالاً على الشبكة العنكبوتية (إنترنت) بدون إجابة مفاده: كيف سيتمكن الجنس البشري من البقاء لمدة مائة عام أخرى في ظل عالم تملؤه الفوضى السياسية والإجتماعية والبيئية؟؟؟ وأوضح معلقاً على السؤال فيما بعد بقوله: لا أعرف الجواب. ولهذا السبب طرحته لأحمل الناس على التفكير في الأمر وليكونوا واعين للأخطار التي نواجهها الآن.
عبر هوكينغ عن قلقه على الحياة على كوكب الأرض في وجه الخطر المتمثل باندلاع حرب نووية مفاجئه أو انتشار ڤيروس جرت هندسته وراثياً أو الإحتباس الحراري وغيرها من الأخطار المحدقة به التي لم نأت بها بعد. لن يؤدي وقوع هكذا كوارث يمتد تأثيرها على الكوكب بأسره لانقراض البشر في حال استطاع الجنس البشري استعمار كواكب أخرى قبل حلول الكوارث، حيث يرى هوكينغ في إرسال الرحلات الفضائية واستعمار البشر للفضاء ضرورة من أجل التأمين على مستقبل البشرية.
يرجح هوكينغ احتمال وجود كائنات فضائية لسبب سعة الكون ولكنه يرى وجوب تجنب التواصل معهم. وحذر من احتمال قيام الفضائيين بنهب موارد الأرض، وقال في عام ٢٠١٠، إذا زارنا الفضائيون ستكون النتيجة مماثله لما حصل بعد وصول كولومبوس إلى أمريكا حيث لم تنته الأمور على خير بالنسبة للأميريكيين الأصليين.
حذّرهوكينغ من الدور المحوري للذكاء الإصطناعي ‘فائق الذكاء’ وماقد يعنيه من توجيه البشرية قائلاً: إن الفوائد المُحتملة هائلة….سيكون النجاح في إنشاء ذكاء إصطناعي الحدث الأكبر في تاريخ البشرية. وقد يكون الحدث الأخير مالم نتعلم كيف نتفادى المخاطر.
جادل هوكينغ لصالح اعتبار الڤيروسات الحاسوبية شكلاً جديداً من أشكال الحياة، ربما يفسر شيئاً ما حول الطبيعة البشرية، بقوله أن شكل الحياة الوحيد الذي أنشأناه حتى الآن هو مدمر تماماً. فأعتقد أن هذا يكشف شيئاً عن طبيعة البشر….لقد أنشأنا حياة على شاكلتنا.
وللحديث بقية