بقلم: سونيا الحداد
كل يوم نسمع خبرية تقشعر لها الابدان وتشمئز منها النفوس الى حد الغثيان، من قبل حماة الدين الذين يأتوننا بتعاليم وتفاسير تخرج مباشرة من عصر أقل ما يقال فيه أنه أحد عصور الظلام!
تعاليم سادية من عصور الجاهلية إن نمّت على شيء فهي تنم عن أنانية ونتانة صانعيها والمتاجرين بها في سبيل تثبيت جبروتهم وامبراطورياتهم الدموية القامعة لكل حرية والتي تدر عليهم المال والسلطة تحت شعارات مزيفة باتت كالطفيليات تسمم الأجواء والنفوس وتمس العقول الضعيفة صانعة الجهلة والمسوخ في عالم بات بعيدا عنها قرونا من العلم والنور، يرفضها ويلفظها كما يرفض الجسم اَي عضو غريب عنه.
وصل العالم الحالي الى عصر الفضائيات وعالمهم وصل الى برنامج «أبشر»! برنامج يراقب نساء المؤمنين وبناتهم وجارياتهم في كل خطوة يخطونها على مدار اربعة وعشرين ساعة! برنامج يحلل طلآق المرأة على النت مباشرة دون الحاجة الى مقابلتها، في حال زهق منها الرجل وأراد تبديلها، والمراجع الرسمية ترسل لها اوراق الطلاق من بعدها!
عالم ما زال يحلل الحرام والحلال في فروج النساء وكيفية ظهورهن في عالم الرجال دون تهييج غرائزهم الحيوانية التي وهبهم إياها الههم. عالم ضعيف لا يعرف ولا يريد الاندماج في اَي مجتمع واي عصر، لان لا جديد لديه يقدمه الى العالم! ولا قدرة لديه على التنصل من ثيابه القديمة الرثة التي اكل الدهر عليها وشرب. عالم يعيش في سكرة العودة الى الوراء واستعادة ما سباه بالحلال، عبر التاريخ من حضارات دمرها ودمر اَهلها جاعلا منهم سبايا وأهل ذمة، وما زال حتى اليوم يمارس تعاليمه حيثما تحل سيطرته ولا من سائل ولا مجيب يتجرأ على التعليق لآ بل حرارة الأيمان تأتيهم بالتبرعات على أمل تطهير الأرض من نجس أصحابها ومعابدهم وأملاكهم!
طفيليات سامة كفّرت المؤمنين وهشّلتهم في جميع اصقاع الارض. دخلت بيوتهم وسممتها. فرّقت بين الأهل والابناء، بين الأخوة والأصحاب. دمرت الجار وكل أهل الدار وباتت المدن بؤرة للإجرام والفساد تحت مباركة الحلال وأعلى المراجع الدينية!
طفيليات سممت عقول النساء وجعلتها ترتع في سبات مميت لا تقوى على النهوض منه خوفا على حياتها او من الاهها، أم نساء باعت حريتها وكرامتها من اجل حفنة من المال والمجوهرات مهرا يحميها بدل شهادات وعلم يكرمها ويقدم لها اعلى الفرص والمراتب!
إنها لعنة الطفيليات. لعنة تشوّه انجازات قرون من التضحيات في سبيل التحرر من نير الأديان التي باتت هي أيضا، تنبت خلآيا لها كالفطر السام في كل مكان. لعنة حلت كالمرض الخبيث الذي يعيش كالبعوض على مص دماء الضعفاء. ضعفاء القلوب والبصيرة. الأحياء الأموات المتشدقين الى الغزوات، طريقا يشقونه الى جنة لن أطيل عنها الكلام!