عادل عطية
عندما كنت أعوده في المشفى، اثر اصابته في حادث مروري جسيم، سألني سؤالاً لم اتوقعه منه!
ووجدت نفسي في مجابهه لا قبل لي بها مع سؤاله. وقبل أن أحاول الإجابة، طرحت عليه بعض الأسئلة، قائلاً:
هل أنتقلت يوماً من مدينة إلى مدينة أخرى، أو من ضاحية إلى ضاحية أخرى، وغيّرت عنوانك؟
ـ منذ ثلاثة أشهر.
وهل تشعر بطيب العيش، عندما ترجع إلى بيتك، بعد رحلة طويلة بعيداً عنه؟
ـ لا أحد يجد راحته وسعادته، إلا في بيته.
وهل تذكر ما كان يحدث معنا ونحن صغار، عندما نرجع إلى بيوتنا بعد ساعات من اللعب مع رفاقنا، وقد استبد بنا الارهاق والتعب، حتى انه بالكاد تستطيع امهاتنا تجهيزنا للنوم، وذلك بغسل أرجلنا، وتبديل ثيابنا، فإذا بنا نستلقي في حضنها، أو على أقرب مقعد منا. ولكننا في الصباح نستيقظ، وقد وجدنا أنفسنا على فراشنا.. ذلك أن والدنا حملنا برفق، ووضعنا على أسرّاتنا؟
ـ أظن أن هذا حدث معي، كما يحدث مع كل الأطفال.
هذه هي اجابتي عن سؤالك: «ما هو الموت»!