بقلم: عادل عطية
لقد تعلم أن الرياضة وجدت مع وجود الإنسان، وأن الكثير من الرياضات قد استوحيت من العديد من الأنشطة التي قام بها الإنسان البدائي؛ فمطاردة الفريسة من أجل لقمة العيش، استوحي منها: رياضة العدو والرماية. والقفز لتجاوز الكوارث الطبيعية، استوحي منه: رياضة القفز. والسباحة في البحر وصيد الأسماك، استوحي منها: رياضة السباحة. واستعمال الخيل للتنقل، استوحي منها: رياضة الخيل.
كما تعلم أن الرياضة: تساعد على التحمل والصبر، والتحدي والشجاعة، وترتبط بالإحترام، والتنافس النزية، والثقة بالنفس، وانها: أداة للتعارف والتقارب بين الأفراد والشعوب!
وكان يشعر ـ وهذا هو الأهم ـ، أنه يمتلك أكثر من هذه المعرفة، يمتلك موهبة في لعب كرة القدم.. ولهذا السبب، ولسنوات عدة حلم بالالتحاق بأحد الأندية لإستثمار موهبته.. وفي كل مرة كان يتقدم للإختبار بأحد الأندية، كان يلقى اعجاباً شديداً بمهاراته الفنية في اللعب، لكن ما أن يكتشف المسئولون أنه «مسيحي»؛ يتحول اعجابهم لإزدراء، وتجاهل، ورفض؛ فعلم أن هناك من يُظهر الإسلام دين، ودولة، وناډ رياضي، وأن الرياضة في مصر أداة للتفرقة!
ويتساءل «مارك عادل»، وقد صارت موهبته جرحاً مفتوحاً: أليس جميع المصريين، متساوين في الحقوق والواجبات، كما يصرح بذلك المسئولون الحكوميون نهاراً وليلاً في كل وسائل الإعلام؟!..
أليست رسالة مسئولي الأندية الرياضية واتحاد الكرة، والمجلس الأعلى للرياضة، هي: زرع روح الحب والتسامح والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، كما هي بين الشعوب، وبعضها؟!..
وإذا كنتم كمسئولين لا ترون غضاضة أو حرجاً، في ضم لاعب اجنبي إلى صفوف ناد مصري، برغم اختلاف عقيدته.. أليس بالأولى يحق لشاب قبطي موهوب أن يجد من يحتضنه، ويرعی موهبته؟!..
ان الترفّع عن التعصب والنزعة الطائفية، والتمسك بالقيم العليا التي قامت عليها فكرة الألعاب الرياضية، وتنظم من أجلها البطولات في كل المسكونة، لهو من اسمى معاني الإنسانية!…