بقلم: هديل مشلح
على طول عقود كثيرة كانت أمريكا تبيعنا الأوهام ببعض الشعارات ومازالت تصدّرها للعالم أجمع ألا وهي شعارات الحرية والديمقراطية .
أثبتت أمريكا أنها ترى الديمقراطية من منظار أمريكي مخصص لها , فالديمقراطية بمفهومها العام عند أمريكا هي كل ما يحقق مصالحها ومصالح حليفتها اسرائيل .
ولأن مصالح أمريكا لن تتحقق في ظل الهدوء والأمان ووحدة الأوطان قامت أمريكا بإشعال نار الفتنة الطائفية في الدول العربية وأشعلت نيران الحروب فيها فمادامت الحروب مشتعلة فإن أمريكا الرابح الأوحد في هذه الحروب و من مبدأ الديمقراطية الأمريكية قررت أن تقسم الدول العربية تقسيماً طائفياً يناسب مصالحها وقررت عمل دولة للسنة وأخرى للشيعة وأن تقيم دولة للأكراد في كل من العراق وسوريا و ليبيا واليمن و لبنان والسودان و فلسطين أن تقسمها إلى دولتين لتحقق للابن المدلل لها “ إسرائيل “ غايتها .
إن الديمقراطية والحرية من وجهة نظر أمريكا هي أن ترسل أطناناً من أسلحتها إلى الوطن العربي لتفتك بالمدنيين الأبرياء تحقيقاً للديمقراطية المزعومة .
و تتذرع أمريكا فكرة الديمقراطية الكاذبة في العالم وحتى على أرضها فقد أقنعت مواطنيها بأنهم دولة ديمقراطية حرة وهي في الحقيقة ما تزال تعاني من العنصرية والجهل وقلة الحرية .
أين الديمقراطية من قتل شاب أعزل بدون تهمة وبدون محاكمة , أين الديمقراطية وقتل هذا الشاب على أساس لونه لا تهمته , أين الديمقراطية التي تمنع مظاهرات احتجاج كانت تشجعها وتدعو لها في دول أخرى .
أين الديمقراطية وأمريكا وحدها لديها الحق في إدراج قوائم الارهاب التي تصنف فيها دولاً او اشخاصاً او احزاب على أنهم ارهابيون .
أين الديمقراطية وأمريكا تنصب نفسها زعيمة العالم أجمع ولديها القوة العظمى على مستوى العالم وتحارب أية دولة ويحق لها مالا يحق لغيرها .
أين الديمقراطية وأمريكا تتحاور مع ايران لوقف برنامجها النووي وتقصف أماكن في العالم بذريعة وجود شبهة لنشاط نووي وهي لديها برنامج نووي سري تعمل به ولا يحق لأحد التدخل به أو السؤال عنه .
وأين الديمقراطية وأمريكا تندد بالتعذيب في السجون وهي لديها اكبر شبكة سجون سرية تحت الأرض والتي لاتصلح حتى لتخزين الحبوب فكيف بالبشر الذين تجمعهم فيها بذريعة تحقيق حرية وديمقراطية امريكا .
ولطالما كان بان كي مون يشعر بالقلق على سوريا ومصر والعراق وتونس وليبيا وكيفية معاملة الأجهزة الشرطية والأمنية مع الارهابيين و المخربين والذين يسمونهم معارضين ويعتبر أن سجن فئة منهم لا يمت لحقوق الانسان بصلة ولا للحرية والديمقراطية , لكنه وبالوقت ذاته يغض الطرف عن التعديات الانسانية والإهانات اليومية بحق الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل ولم يشعر بأدنى مسؤولية او اي شعور بالقلق من معاملة الشرطة الامريكية مع متظاهرين ومعاملتهم اللا انسانية معهم ووسيلة تفريقهم التي تكون أحياناً بقتلهم .
ما الفرق بين ديمقراطية أمريكا و ديكتاتورية دول أخرى طالما الاثنين يفرضون نفوذهما وسيطرتهما بالقوة على الأضعف . هذه امريكا وهذه حريتها الزائفة التي تضحك بها على عقول الضعفاء والجهلاء ورؤساء الدول الحليفة .