بقلم: كيندة الجيوش
للأسف الشديد تمددت داعش أو ما تسمي نفسها بالدولة الإسلامية، والإسلام السمح والمتسامح منها براء، إلى مناطق متنوعة في سوريا وبعضها في قلب العاصمة دمشق. وبالتحديد في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وقام بعض من الفصائل الفلسطينية ضده. وتمدد تيار إسلامي، أو يدعي الإسلام هو الاخر، وهو جبهة النصرة في جنوب سوريا. وكان لأبناء درعا الجنوبية كلمة وموقف حق ووقفوا بالتظاهر والمقاومة ضد من يحاول أن يختطف دينهم وسماحة تفكير أهل جنوب سوريا الذين لطالما عاشوا مسلمين ومسيحيين جنبا الي جنب.
نسبة لا يستهان بها اليوم في سوريا هي ضد النظام ولكن نسبة أخرى لا يستهان بها هي ضد كل من يحاول أن يلبس رداء الدين ويستغل ظروف الحرب وماسيها والامها والإحباط الذي يعاني منه الناس من أجل تغيير طريقة التفكير والمفاهيم ودفع السوريين باتجاه استبدال دينهم السمح وصلواتهم الجميلة وصيامهم المبارك وابتهالات واناشيد العيد في المساجد واحتفالاتهم التي طالما شاركوا إخوانهم المسيحيين بها، استبدال ذلك براية سوداء تجر الناس إلى العنف وسفك الدماء.
ونسبة كبيرة من السوريين اليوم تنتفض من تحت الأنقاض لتقول لن نسمح بقتلنا مرتين.. مرة بالسلاح وأخرى بتغيير ثقافتنا المتسامحة… ولكن للأسف لازالت هي اليد الضعيفة وهي اليد السلمية في هذا الصراع ..وهي من تتلقى الضربات وتقتل.
وللأسف اليوم لازلنا نسمع في سوريا عن مذابح ترتكب بحق الإسماعيليين والعلويين في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المتشددة ولا نسمع الكثير من الاستنكار لذلك. وكأن العلويين هم المسؤولين عن بعض أخطاء النظام. العلويين، وللتذكير، هم أهل هذا البلد وأعداد ساحقة منهم لم تستفد من النظام بشي. بل الكثير منهم لم يكن لديه الماء والكهرباء في البيوت الي سنوات قريبة ماضية. نعم ونذكر بالمقابل ان هناك العديد من المذابح التي ارتكتبت بحق المسلمين السنة ولكن لا يمكننا أن نجرم طائفة باكملها. انها حرب اهلية وبركان من النار يأكل الأخضر واليابس وللأسف اليوم في سوريا ليس هناك من انسان أمن سواء أكان مسلما سنيا أو علويا او مسيحيا. ولكن في هذه الظروف الصعبة يجب ان نعلي الصوت ونقول لا للقتل لأي سوري ..لا للقتل لأي سوري وتحت اية تسمية.