بقلم: يوسف زمكحل
فاز أكرم إمام أوغلو البالغ من العمر 49 عاماً في انتخابات الإعادة في اسطنبول وهو من حزب الشعب الجمهوري العلماني ، وعمدة منطقة بدليكدوزو في اسطنبول والذي اسمه كان بالكاد معروفاً قبل أن يترشح لمنصب رئيس بلدية اسطنبول في إنتخابات مارس (آذار الماضي) . لقد كانت هذه الانتخابات صادمة وضربة قاسية لأردوغان وحزبه وبدأت الآن الانقسامات في الحزب تظهر بسبب هذه الخسارة والتي يعتبرها البعض هي بداية النهاية . والغريب والمضحك أن أردوغان حث الشعب التركي وقال من ينتخب إمام أوغلو فقد أنتخب السيسي متصوراً أنه بذلك يستفز الشعب لكي ينزل وينتخب حزب العدالة والتنمية فإذا بالشعب التركي يلقنه درساً لن ينساه أردوغان وجعل الدموع تتساقط من عينيه، وهذا الفوز الساحق الماحق سيفقد أردوغان ورفاقه سيطرتهم على اسطنبول للمرة الأولى منذ ربع قرن . أوغلو فاز بحوالي 54% مقابل 45% لمرشح الحزب الحاكم بن على يلدرم ، بفارق 775 ألف صوت أي بزيادة كبيرة عن الانتخابات التي أجريت في مارس الماضي عندما كان الفارق 13 ألف فقط ، وعقب إعلان فوز أوغلو أعرب عن تمنيه بأن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لاسطنبول وأقر يلدرم بهزيمته وبادر إلى تهنئة خصمه . وخرج أنصار الحزب الفائز في شوارع اسطنبول محتفلين بالفوز وهم يرددون عبارة “ كل شئ سيصبح جيداً “ ، بينما خيم الحزن على حزب العدالة والتنمية وعلى أنصار الحزب في مدينة اسطنبول . والسؤال هل سيقبل أردوغان بهذه الهزيمة أم أنه سيقوم بأي شئ لإفساد هذا الفوز ، وكان أردوغان قام بالطعن في النتيجة في المرة الأولى بسبب ما وصفها بالمخالفات فاستجابت لجنة الانتخابات للضغوط وأعادت الاقتراع .
وقد توعد بعض من أعضاء الحزب الفائز بكشف فضائح أردوغان وفساده ، ولا شك اليوم ان أكثر الناس خوفاً هم جماعة الإخوان المسلمين الهاربين والمقيمين في تركيا لأن بالفعل إذا وصل أوغلو إلى الحكم سيكون وجودهم على كف عفريت ، سياسات أردوغان جعلت تركيا تعاني الأمرين فهي على خلاف مع أوروبا وأمريكا واليونان وقبرص ومصر وبعض الدول العربية والليرة التركية في أسوأ حالاتها كما أنه لا يمر يوماً إلا ويقبض أردوغان على قضاة أو صحفيين أو معلمين أو رجال شرطة بحجة أنهم ينتمون إلى الانقلاب الفاشل المزعوم الذي أفتعله أردوغان ليتخلص من خصومه . أن أردوغان صنع من نفسه طاغية فهو لا يطيق النقد ولا يطيق الحريات وبات مهووساً وحالماً بعودة الخلافة فخانته التصريحات بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي فأخذ يتوعد ويهدد مصر إلا أن مصر حذرته على لسان وزير خارجيتها سامح شكري وقالت له أن مصر لا تخاف وحذرته من التدخل في شئونها ، ويبدو أن الفترة القادمة ستكون فعلاً بداية النهاية لطاغوت تركي عثماني أسمه رجب طيب أردوغان .