بقلم: سليم خليل
غالبا ما تعكس روايات الأفلام السينمائية قصصا وحوادث وحروب جرت في الماضي ويمكن أن تتكرر في المستقبل؛ ولا يمر موسم إلا وتَعرض أفلام سينمائية لروايات شبيهة بما عرض في السابق تصور حوادث لم يمض عليها زمن طويل وهذا تثبيتا لمقولة : التاريخ يعيد نفسه
الوز الوحشي
الوز الوحشي قصة فيلم سينمائي أميركي تم إخراجه في السبعينات من القرن الماضي؛ تروي القصه أن إحدى الشركات العالمية تستثمر في مناجم المعادن الثمينة وكانت تسعى لتوقيع عقود استثمار في بلد أفريقي ؛ تعثًر توقيع العقود ووصلت مراحل المفاوضات إلى طريق شبه مسدود .
قررت الشركة التي تدعمها حكومات مستفيدة قلب حكومة ذلك البلد الأفريقي بإرسال جيش من المرتزقة لتخريب البنية الاقتصادية والجسور والمصانع وإشعال حرب أهلية ! تم نقل المرتزقة بأسلحتهم وكافة أدوات التخريب والتفجير والقتل ! وإذا بالوساطة تأخذ مجراها وتم الاتفاق على الاستثمار.
ما العمل وجيش المرتزقة مستمر بتنفيذ الخطط المرسومة؛ وطبعا كان ذلك الجيش المأجور منتشر في الكثير من المواقع يعيث خرابا وتدميرا ويصعب إعادة تنظيمهم وسحبهم من ذلك البلد ! كان القرار وقف تزويدهم بمعدات القتال وتركهم يُقاتلون ويُقتَلون.
علم قائد جيش المرتزقة بمخطط الشركة المستثمرة وقرارها إهمال فريقه لسحقه من قوات ذلك البلد ! استطاع الهروب من البلد الأفريقي والعودة إلى وطنه حيث تسلل إلى مكاتب الشركة واغتال مدير عام شركة استثمار مناجم المعادن الثمينة!!!
نعم ! التاريخ يعيد نفسه ! في الثلاث عقود الماضية عشنا عدة حروب أعلنت بسبب استثمارات بمئات المليارات الدولارات وأرسلت جيوش نظامية وجيوش مرتزقة بحجج مختلفة ظاهرها إنساني للحفاظ على السلام العالمي من حكام نعتوا بكافة أوصاف الفساد والجريمة وهدفها الأساسي السيطرة والاستثمار ؛ بعد تحقيق أهداف الحروب أستمر الاحتلال في مناطق الجيوش النظامية وأهملت جيوش المرتزقة في مناطق أخرى لتفنى حيث هي مع الاستعدادات لمنع عودة من يستطيع العودة خوفا من الانتقام.
التاريخ يعيد نفسه وتحية لهوليود والسينما الأميركية لعرضها أفلاما شاهدناها ودُهشنا من القصة المثيرة وحضًرتنا نفسيا لنشاهد قصة الفيلم تتكرر في الواقع .