بقلم: هيثم السباعي
ذكرنا في العدد الماضي إجابات على بعض الأسئله التي لم يستطع محرك البحث ‹غوغل› الإجابة عنها، واليوم سنلقي الضوء على أهم المعارك التي خاضها «تنظيم داعش» منذ عام ٢٠١٠ حتى مضي العام الأول من تأسيسه بتاريخ ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٤. خاض التنظيم خلال تلك المده، تسعة معارك قولبته بشكله الحالي وأدت إلى إنتشاره في الشرق الأوسط. يمكن إيجاز هذه المعارك على الشكل التالي:
١. قتلت القوات الأمريكية والعراقية في اليوم الثامن عشر من شهر نيسان (أبريل) ٢٠١٠ قائدين مهمين من قيادة الدوله الإسلاميه في العراق هما أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري الذين كانا مختبئان في شقة بتكريت. كما قتلت في عمليات أمنيه في محافظة الأنبارعدداً آخر من قادة القاعدة. بعد شهر واحد، نصب أبو بكر البغدادي قائداً جديداً للقاعدة.
٢. هرب أكثر من ٥٠٠ سجين من سجن ‹أبوغْريب› الواقع بضاحية من ضواحي بغداد في ليل الأحد ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠١٣ عندما هوجمت بوابات السجن بسيارات مفخخه مليئه بالمتفجرات. قتل أثناء المعركة عشر رجال من الشرطة الذين كانوا يحرسون البوابات عندما أطلق عليهم المهاجمون قنابل صاروخيه وقُتل بالمقابل أربع مهاجمين. معظم السجناء الذين هربوا من ‹أبي غْريب› قادة كبار في ‹تنظيم القاعدة› صادرة بحقهم أحكاماً بالإعدام ينتظرون تنفيذها. كانت حصيلة الهجوم النهائية عشرات القتلى بينهم ٢٥ عنصراً من رجال الأمن العراقيين.
٣. خسرت الحكومة العراقية مدينة الفلوجه بتاريخ ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤ بعد عدة أيام من القتال مع مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة عندما قامت قوات الأمن بإزالة معسكر معارض للحكومة. أعلن بعدها مقاتلون مقنعون من «تنظيم داعش» قيام «الإمارة الإسلامية» في الفلوجة. فقد أكثر من مائة شخص أرواحهم خلال معركتي الرمادي وفلوجة وقام المسلحون برفع علم «الدولة الإسلامية» فور الإعلان عنها.
٤. سقطت مدينة الموصل بيد عدة آلاف مقاتل من «تنظيم داعش» بعد ثلاثة أيام فقط من القتال بتاريخ ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٤ وبدأ المسلحون المتطرفون بالتجول بحريه في شوارع الموصل بعد هروب فرقتين من الجيش العراقي، عديد جنودهما ٣٠٠٠٠.
تقدر السلطات الأمنيه العراقية أن أكثر من ١٠٠٠ جندي، أغلبهم شيعه قتلوا عند إحتلال الموصل وهجر الباقون جيشهم لأن قيادتهم تفتقد التدريب والتأهيل والمعدات، حسب زعمهم. وصل بعدها مقاتلوا «تنظيم داعش» إلى تكريت بدون أية مقاومه وسيطروا عليها.
للتأكيد على تلك الوقائع، صرح عقيد من القياده العسكرية المحليه قائلاً: «لقد خسرنا الموصل هذا الصباح. القوات العسكريه والشرطة تركت مواقعها «وتنظيم داعش» الإرهابي يسيطر تماماً على الموقف».
٥. في الثالث من آب ( أغسطس) ٢٠١٤ هزم «تنظيم داعش» الأكراد العراقيين في سنجار عندما هاجم الجهاديون قرية صغيرة في ‹كوجو› في شمال العراق. قتل التنظيم ٨٠ ‹إيازيدي› على الأقل بسبب رفضهم إعتناق الدين الإسلامي واختطف ١٠٠ فتاة وامرأة. ردت الولايات المتحده على هذه الهجمات بغارات جوية بطائرات بدون طيار دمرت عربتين مسلحتين. هرب نتيجة هذا الهجوم أكثر من خمسين ألف ‹إيازيدي› خوفاً على حياتهم بإتجاه الحدود أوالإختباء بجبال سنجار.
٦. بدأ «تنظيم داعش» بحصار عين العرب «كوباني» بتاريخ ١٣ إيلول (سبتمبر) ٢٠١٤. مع حلول تشرين الأول (أكتوبر) إستطاع التنظيم السيطرة على ٣٥٠ قريه رافعاً أول علم له خارج عين العرب. بحلول نيسان (أبريل) ٢٠١٥ فقد التنظيم معظم مكاسبه نتيجة المعارك والمقاومة العنيفة من قبل «وحدة حماية الشعب الكردي» مع ‹البشمركه› والجيش السوري الحر وغارات التحالف الجويه بقيادة الولايات المتحدة التي دمرت المدينة بشكل لم يتمكن معه آلاف اللاجئين الذين هربوا خوفاً على حياتهم من العودة إليها بعد فك الحصار.
٧. بدأ عشرون ألفاً من الميليشيات الشيعية المسلحة بالإشتراك مع ٣٠٠٠ جندي عراقي وبعض القوات الخاصه مع ١٠٠٠ مقاتل من العشائر السنيه بحصار تكريت بتاريخ ٢ آذار ( مارس) ٢٠١٥. أعلنت الحكومة العراقية بتاريخ ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٥ تحريرها من يد «تنظيم داعش» مدعية إنتصارها بعد معارك دامت شهراً كاملاً.
٨. سقطت مدينة الرمادي، عاصمة الأنبار، بيد «تنظيم داعش» بعد خمسة أشهر من المعارك التي أودت بحياة أكثر من ٥٠٠ شخص بآخر ثلاثة أيام من المعارك بين ١٤ و ١٧ أيار (مايو) ٢٠١٥، عندما هربت قوات الأمن العراقية.
٩. آخر معارك التنظيم، وقعت بتاريخ ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١٥ عندما احتلت تدمر، المدينه السوريه الأثرية بعد سبعة أيام من المعارك ضد قوات الرئيس بشار الأسد ما أدى إلى هرب ٢٠٠٠٠٠ من سكان المدينة التاريخية، أي ثلث سكانها حسب تقارير الأمم المتحدة.
وقد أعدم التنظيم ٢٥٠ شخصاً من سكان المدينه والجنود السوريين واستمر بتقدمه إلى الغرب نحو مدينة حمص الإستراتيجيه والتي تعتبر همزة الوصل بين العاصمة ومعقل الرئيس السوري في الساحل.
بقي علينا تحديد مناطق نفوذ التنظيم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمناطق الأخرى ومناقشة الوسائل التي من الممكن إتخاذها للقضاء عليه. وهل يمكن القضاء عليه فعلاً أم لا؟ هذا ماسنذكره لاحقاً.