بقلم: عادل عطية
الوردة.. كم هي قوية!
الوردة قوية؛ لأنها رغم هشاشتها وضعفها، تجالد الحياة، وتشق الأرض؛ لتنهض عالياً، حاملة ذلك الوجود الباذخ والتأثير الفريد في حياتنا!
الوردة قوية؛ فمنها من ينبت في أمكنة جدباء موحشة، وعلى حوافي البراكين النشطة، ويترعرع في الظل، وينمو في الظلام، ومنها من يقاوم غبار الفحم المتطاير!
الوردة قوية؛ بجمالها، وبهائها، وروائها، حتى انها تأسر القلوب، وتأخذ العقول، وتسلب المشاعر، وتجعل الإنسان مغلوباً من عواطفه!
الوردة قوية؛ لأنه من الممكن أن تعلن عن بداية قصة ستصبح خالدة فيما بعد، ومن الممكن أن تعيد علاقة عاطفية تحطمت، أو تطفيء حرائق، أوتوقف حرباً، أو توجز حكاية طويلة يصعب البوح بها!
الوردة قوية؛ لأنها تخرج من أشواكها، وترافق الثوار والمناضلين، وتجابه معهم الظلم، حتى ينغمس المستبدين والقامعين في بتلاتها المتناثرة، وتنتصر للزاحفين إلى الحرية!
الوردة قوية؛ وهي منثورة على شواهد الرحيل، وتستطيع أن تضع شفاة المتألمين والموجوعين ترنيمة الخلود؛ ليصلوا إلى قدس أقداس الأفراح السماوية!
الوردة قوية؛ فان لم تكن قوية، وتأثيرية، لما أعدّ لها أدعياء الدين ما استطاعوا لها من كره وتنفير؛ حتى يتخلصوا من تعبيرها عن حب يبغضونه!
وما تزال الوردة، تتحدى قدرة نفوسنا في تقدير قوتها، وستصبح قوتها حقيقية كلما زرعناها!…