بقلم: يوسف زمكحل
بدأت المظاهرات في السودان تحتد في الفترة الأخيرة وأزداد حدة التوتر بين أفراد الشعب السوداني والحكومة وذلك لعدة أسباب هو وصول سعر الرغيف من جنيه واحد إلى ثلاثة ويرجع أيضاً إلى نقص دقيق الخبز ووصل الأمر لدرجة نقص السيولة النقدية إذ حدت البنوك من سحب المواطنين لأموالهم بالإضافة إلى ارتفاع سعر الوقود والمواد الاستهلاكية الأساسية وواجهت الشرطة تلك الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي مما أدى لسقوط قتلى وجرحى ولكن خرج الرئيس البشير ليقول أن هناك من يندس بين المتظاهرين ويقوم بقتلهم وذكرني قوله بالطرف الثالث الذي نسمع عنه في مصر عند قيام هوجة 25 يناير وسقوط قتلى من المتظاهرين آنذاك . وكان الحد الأدنى في الشهر للمعيشة في السودان سابقاً هو 1000 جنيه في الأحوال العادية ، لكن أرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة أضعاف بعد موجة ارتفاع الأسعار وهو الأمر الذي أدى إلى خروج المظاهرات في عدة مدن مثل الخرطوم وعطبرة وأم درمان وغيرها من المدن . ويعاني السودان من أزمة اقتصادية منذ عام 2011 وهو نفس العام الذي أنفصل فيه شماله عن جنوبه وهو الذي كان يؤمّن 80 في المائة من موارد العملة الأجنبية التي كانت تأتي من إيرادات النفط . وتزامن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية مع تطبيق موازنة 2018 ، التي أقرت زيادة سعر الدولار إلى 18 جنيهاً ، مقابل 6.9 في موازنة عام 2017 . وأصبحت ماكينات الصرف الآلي التي تعمل في السودان محدودة ولا تسمح للمواطنين بسحب أكثر من 10 دولارات في اليوم الواحد خشية قيامهم بتحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية ، وامتنعت الحكومة عن استيراد القمح وقامت بتكليف القطاع الخاص بتلك المهمة فارتفعت أسعار كيس القمح الذي يزن 50 كيلو جرام من 24 دولاراً إلى 65 دولارٍ للكيس الواحد الأمر الذي دفع ببعض أصحاب المخابز إلى إغلاقها بسبب ارتفاع أسعار إنتاج الخبز وأستاء بعض أصحاب المخابز من تقليص حصتهم من الدقيق إلى نصف الكمية المعتاد عليها والتي لم تعد كافية إلا لتغطية بضعة أيام . ويقول بعض المحللين السياسيين أن ثورة السودان تختلف عن سابقتها لانطلاقها من الأقاليم بدلاً من العاصمة الخرطوم والسرعة الخاطفة لانتشارها في البلاد وأن المظاهرات كانت عفوية هذه المرة . أما الأحزاب السياسية أحجمت في بادئ الأمر عن تأييدها لتبعد عن نفسها اتهام التحريض . ويرى بعض المراقبين أن السودان مقبل على مرحلة جديدة في تاريخه حيث أن المحتجين بدأوا يطالبون بتغيير النظام وأخيراً ندعو للسودان بعودة الاستقرار حيث أن المنطقة لا تحتمل أي فوضى أخرى .!