بقلم: كنده الجيوش
أيام تحفل بالأحداث والصور المعبرة. كثير منها يحملها لنا الاعلام الكبير التقليدي التلفزيون وقنواته والمحطات الكبيرة الإعلامية بأذرعها المكتوبة من ناحية، ومن ناحية اخرى وسائط التواصل الاجتماعي.
والحق يقال ان وسائط التواصل الاجتماعي تشهد ارتفاعا شديدا في مدى التأثير بالناس وخاصة ان كل شخص اليوم اصبح لديه قناته التلفزيونية مثلا (يوتيوب) او صفحته الإخبارية مثل المؤثرين (مثل الانفلونسيرز) رغم ان الكثير منهم أيضا يفشل في إيصال رسالة جيدة او سيئة ومحتوى ويخسر الكثير من المتابعين احيانا.
ولكن الأحداث الكبيرة اليوم مثل ما يحدث في فلسطين حمل لنا انموذجا عن تغييرات كبيرة في شارع الرأي العالمي الذي كانت تحكمه وسائط الاعلام الضخمة ورجال الاعمال الكبار المالكين والسياسيين والتابعين.. فقد اهتزت قليلا وليس كثيرا هذه السطوة.
ومنها نرى مثلا صورة ل «بيلا حديد» السوبر مودل وهي ترتدي الكوفيه الفلسطيني وتدعو لفلسطين من قلب نيويورك ولا تخشى على خسارتها للمتابعين او العقود المهنية لانها متاكدة من مكانها ومكانتها وأمانها اولا .. وكذلك متاكدة من تغير التيارات العالمية.. وهذا الأهم لان المكانة يمكن التلاعب بها ويمكن ان تقوم بعض القوى بأنواعها على تدمير شخصيات مهما كان تأثيرها ومكانها إيجابيا.
وهذا ليس تقليل مما تقوم به بيلا !! أبدا لان هناك الكثيرين ممن لم يجرؤوا هم او اولادهم او أقاربهم المتنفذين بالقيام بربع ما قامت به! ونرى رياضيين ونجوم عرب وغير عرب مثلها وربما بمكانة اعلى منها يساندون هذا الفلسطيني الذي طال اضطهاده وألمه.
ونرى كذلك لوحة للفنان الكبير محمود العبيدي يظهر فيها نتانياهو وتحيط به دائرة محكمة من الأحذية السوداء تذكيرا لنا ب «بوش الابن» الذي ضرب بحذاء في العراق ورسم الفنان نفس الصورة تخليدا لتلك الواقعة. والحقيقة انه بوش الابن يستحق اكثر لانه دمر بلد وجيل باكمله.
ونتنياهو أيضا يستحق الكثير من الذم والمحاسبة لانه اذى العرب والفلسطينيين وأذى كذلك اليهود جميعا والاسرائيليين والمعتدلين منهم بسياسته المتشددة التي تعتمد على القوة والأذية ومسح سيرة السلام.
لقد اذى هذا الرجل مسيرة السلام وأذى اسرائيليين كبار مثل اسحق رابين وشمعون بيريز.. بغض النظر عما يعتقد ويقيم بعضنا هؤولاء الرجال وأهدافهم.. فقد سعوا للسلم.
وربما يقول البعض ان هذا الرجل «نتانياهو» قادر على تحقيق السلام لانه يقنع الشارع الاسرائيلي والبعض المتشدد انه يقدم سلاما امنا لهم.. ولكن هذا الرجل لم يسعى للسلام حتى!
واصل هنا الى صورة اخرى لصديقة عربية مع صديقتها اليهودية هنا في مونتريال وكيف ان السياسة لم تفرقهما بل عملتا معا لإيجاد ارضية وسطى وراي سلمي لحفظ حقوق الجميع! الحقوق اولا! في إطار سلمي بعيد عن العنف.
ولا ننسى عندما نذكر بيلا حديد ان نذكر الكثير الكثير من أصدقائنا اليهود وأصدقاء العرب اليهود الذين وقفوا ويقفون كل يوم بتصريحاتهم المساندة لحقوق الفلسطينيين والعرب وكذلك حقوق اليهود.
وهم لا يقومون بذلك لانهم يريدون او يحتاجون دعما من العرب او اليهود بل لانهم هم رجال حق وكلمة حق. اليهود ليسوا هم العدو وإنما العدو هو السياسي والانسان الاعتيادي والعسكري وووو .. الذي يختار الحرب والعنف فوق السلام.. عندما تكون الخيارات متاحة.
الامور ليست سهلة ومثلنا القديم يقول «من يعد العصي ليس كمن يتلقى ضرباتها» ويسهل علينا ان نطلب هنا وهناك..
ولكن المهم ان نحس مع هؤولاء المضطهدين أينما كانوا.. وكائنا من كانوا ومن اَي جنسية او دين على سطح البسيطة ونسعى للسلام.
الحقوق والسلام اولا !